اسمه و نسبه
هو أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن محمد بن الحسين بن بري التَسولي الرباطي -نسبة إلى رباط تازة-، وفي بعض المصادر: الأرباضي نسبة إلى الأرباض، وهي أحواز المدينة المذكورة (انظر كتاب الفصول لمحمد المجاصي اليصلي :2، ورقم مخطوطته بالخزانة الملكية:11341). وزاد الفاسي في نسبته: “التازي الدار التونسي التسولي النجار” (انظر الروض الجامع لابن جموع الفاسي :2، ورقم مخطوطته بالخزانة الحسنية:119) وفي تقييد للمجَاصي (توجد مخطوطة من هذا التقييد، بخزانة ابن يوسف بمراكش،تحت رقم:105)، ذكر أنه: “تسولي من فخذ يقال له بني اللنت” ، من بربر تازة. (انظر تعريف الخلف برجال السلف للحفناوي:2/12؛ ودعوة الحق: 94، العدد 2، السنة:1966)
مولده ونشأته
كان مولده بتازة سنة 660هـ؛ حسب ما ذكره أبو زيد عبد الرحمان بن محمد الجادري في شرحه، فيما نقله عنه الفاسي. وقد ذكر عبد العزيز بن عبد الله في كتابه معلمة القرآن والحديث:55-56، أن شرح الجادري هذا قد طبع في مصر، ولكنه عزيز الوجود (انظر الروض الجامع لابن جموع الفاسي:2، والرحلة الحجازي، للإسحاقي:29)، ثم درج وهو طفل على التعلم في كتَّاب قرآني، على عادة أهل بلده، فحفظ كتاب الله تعالى، وبعض المتون والأراجيز، كإعداد أوّلي لما يستقبل من أمر طلب العلم.
وقد ذكر الأستاذ حسن السايح أن التلميذ في العهد المريني وما بعده، كان لا بدَّ له قبل دخول المعاهد العلمية “أن يكون حافظا للقرآن، والرَّسم والتجويد، وحافظا للمصنفات والمنظومات، وفي ذلك منظومة الفرائض، والحساب، ورسالة ابن أبي زيد القيرواني” (انظر مجلة دعوة الحق:35، العدد: 8-9، السنة 1963).
وقد انتقلت عائلة ابن بري إلى تازة حيث استوطنوا بها، فأنهى بها تحصيله للعلم على يد شيوخ أجلة، يأتي في طليعتهم شيخه في القراءات: أبو الربيع سليمان بن محمد بن علي بن حمدون الشريشي، فقيه يقول في مطلع أرجوزته:
حَسْبَمَا قَرَأْتُ بِالجَمِيعِ عَنِ بْنِ حمدُونٍ أبي الرَّبِيعِ
اَلْمــُقْـــرِئِ المحقِّق الْـفَصـِيـح ِ ذِي السَّنَدِ الْمُقَدَّمِ الصَّحِيحِ
وبخصوص هذه الرحلة يقول ابن الخراط عن ابن بري: إنه نشأ بتازة، “بـزقاق الزفانين منها، واجتهد كثيرا في الذّكر والبحث والمطالعة، وكان من طلبة تازة” (انظر مجلة الإحياء:94، الجزء:1، العدد:6، السنة:1986؛ والرحلة الإسحاقية:29).
شيوخه وأساتذته
يمكن القول إن أول شيوخ ابن بري هو والده محمد بن علي إذ قد جاء وصفه في المصادر أنه الشيخ الفاضل ولقب الشيخ لم يكن يطلق آنذاك إلا على أولي العلم الشريف ومن لهم حظ من علوم القراءات.
قال العلامة مسعود بن جموع الفاسي في حقه يصفه بهذه الصفة: “الشيخ الأفضل أبي عبد الله محمد بن علي. (انظر الروض الجامع).
وكذلك وصفه أبو عبد اله الخراز في كتابه القصد النافع. (القصد النافع للخراز 2 المخطوط رقم 3719؛ الخزانة الملكية).
كما قال عنه ابن القاضي في الفجر الساطع: الشيخ الأفضل المتقن البليغ المرحوم أبو عبد الله محمد بن علي. (الفجر الساطع 3؛ مخطوط برقم 989 ق؛ الخزانة العامة بالرباط).
إلى هنا انتهت حلقة هذا العدد وقد بقي في ترجمة ابن بري رحمه الله تعالى بقية؛ نرجؤها إلى العدد القادم إن شاء الله تعالى.