94% من آي القرآن الكريم “ملتبسات غامضات”!! (العلماني التونسي العفيف الأخضر)

قال الشيوعي السابق، والماركسي العلماني التفكير الحالي التونسي العفيف الأخضر بعد أن تحدث عن محنة غليليو بسبب نظريته حول كروية الأرض المخالفة لما نص عليه كتاب النصارى “المقدس”: )..هكذا بدأ العلم الذي لا يقبل ضوابط من خارج منهاجه يستقلّ؛ ثم شرع الإبداع الأدبي والفني يستقل عن الكتاب المقدس الذي كف شيئا فشيئا أن يكون موسوعة فيزيائية وطبية وأدبية وفنية.. إلخ، أخيرا أعاد البابا جان بول الثاني الاعتبار لغليليو وداروين.. لكن القرآن ما زال عندنا موسوعة علمية وطبية وجغرافية وأدبية وفنية وتكنولوجية؛ وويل ثم ويل للعلماء الذين يتجاسرون على إثبات حقائق علمية تعارض آيات الذكر الحكيم “العلمية”(! (العفيف الأخضر؛ قدر العلمانية في العالم العربي ص:9).

هكذا يقدح “الأخضر” -في قالب من الاستهزاء- في القرآن الكريم وفي عصمة الوحي؛ وينزل بخاتم الكتب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه إلى درجة كتاب النصارى المحرف المعارض للحقائق العلمية؛ ويدعو إلى الكف عن اعتباره موسوعة علمية وطبية وجغرافية وأدبية وفنية وتكنولوجية!
فهل ثبتت حقائق علمية تخالف ما ورد في القرآن الكريم وأحاديث المصطفى الأمين عليه صلوات رب العالمين؛ على غرار ما هو عند النصارى في كتبهم المحرفة؟!
ثم هل وقف علماء الشريعة عندنا يوما في وجه البحث العلمي والتطور المعرفي؛ كما كان عليه الحال في بلد النصارى؟
لا أبدا؛ بل على العكس من ذلك تماما؛ ففي الإسلام كلما ازداد الإنسان علما بالحقائق الكونية ازداد تبصرا ويقينا بالآيات الشرعية.
ودلائل ضلال العلمانيين عموما في هذا الباب أن في الكتب السابقة -بسبب ما دخلها من تحريف- من محالات العقول ومناقضة حقائق التجربة ما قد يبرر دراستها والتأكد من حقيقتها، أما القرآن العظيم فليس فيه ما تحيله العقول، وإن كان فيه ما تحارُ فيه العقول، وليس فيه ما يناقض حقائق العلوم التطبيقية، بل فيه ما يطابق هذه الحقائق مما أطلق عليه في هذا الزمان (الإعجاز العلمي في القرآن والسنة)، وفيه من المطابقات والموافقات ما يلجم لسان كل شاك وملحد ويزيد إيمان كل مسلم. (انظر الانحراف العقدي عند زعماء الحداثة).
وهذا ما يكشف لنا أن كلام “الأخضر” -ومن على شاكلته- لا يمكن أن يصدر البتة عن إنسان درس الإسلام دراسة نزيهة غير متأثرة بمرجعية علمانية/لائكية عدائية؛ فضلا عن أن يصدر عن شخص ينتسب إلى الإسلام ويصدق بالقرآن الكريم ويعظمه ويوقره.
ولله در الشاعر حين قال:
يقولون في الإسلام ظلماً بأنه — يَصُدّ ذويه عن طريق التقدم
فإن كان ذا حقّاً فكيف تقدّمت — أوائله في عهدها المتقدم
وإن كان ذنب المسلم اليوم جهله — فماذا على الإسلام من جهل مسلم
هل العلم في الإسلام إلاّ فريضة — وهل أمة سادت بغير التعلُّم
لقد أيقظ الإسلام للمجد والعلا — بصائر أقوام عن المجد نُوَّم
وحلّت له الأيام عند قيامه — حُباها وأبدت منظر المتبسّم
فأشرق نور العلم من حَجَراته — على وجه عصر بالجهالة مظلم

وما أصدقه حين قال:
فلا تبتئس إن الزمان تجاربٌ — سيكشف عما أضمرته الستائر
فيرجع مفتونٌ ويبصر ذو عمى — ويخضع للحق الصريح المكابر
وما احتفلت فيك الجسوم وإنما — بك احتفلت أرواحها والضمائر
وفيك احتفى القطر الغريق بأهله — يحيط بهم موجٌ من الكرب زاخر
توهمته دوحاً تقيك ظلاله — وأين من الظل الظليل الهواجر
لعمرك ما كلّ لشَدوِك سامعٌ — ولا كل ذي عينين نحوك ناظر
وما قيمة الأبصار في نظراتها — إذا لم تكن للمبصرين بصائر
ورب مقامٍ لا يفي بعض حقه — خطيبٌ ولا من وصفه نال شاعر

ثم قال العفيف الأخضر الذي أصبح اليوم عفيفاً شبه أصفر -كما وصفه رفيقه في الدرب “شاكر النابلسي”- ذلك أنه يموت موتاً بطيئاً وهو حي وواقف؛ بحكم الشلل الذي أصابه؛ والوحدة التي يعاني منها؛ لأنه لم يتزوج؛ ولا أحد له يرعاه؛ وقد وصف المكان الذي يعيش فيه الأخضر علمانيٌّ آخر وهو السوري جورج طرابيشي بعد زيارته له في قلب عاصمة الثورة الفرنسية باريس بقوله: “إنه كهف لا يليق إلا بكلب أجرب متشرد”. (انظر مقال: العفيف الأخضر يموت حياً! لشاكر النابلسي).
قال الأخضر: “القرآن حمال أوجه كما قال الإمام -أي علي-، أي قابل لقراءات تعددية متعارضة نظرا لكثرة الآيات المتشابهات؛ أي الملتبسات الغامضات؛ إذ أن الآيات البينات [الواضحات] لا تمثل إلا 6% من القرآن”.
وهو الكلام نفسه الذي اجتره صاحب القلم المأجور الذي سبق لأسبوعية السبيل أن فضحته وكشفت العديد من كذباته المدعو “الكحل سعيد”؛ فبعد أن ساق حديثا باطلا ومكذوبا؛ لا طريق له تصلح للاعتضاد به سوى إضفاء بعض الصبغة الشرعية عن الشبه العلمانية الواهية؛ وادعى أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا الأمة إلى البحث عن الحكمة وطلبها ولو في الصين بلد البوذية والوثنية!!! قال: “الأحكام التي يتضمنها النص الديني لا تتجاوز الستة أحكام”! (قدر العلمانية في العالم العربي؛ ص:85).
حقيقة؛ لم نكن نعلم أن الأمة الإسلامية تظفر بنجباء وفقهاء من هذا الطراز الرفيع !
لم نكن نعلم أنه يعيش بين أظهرنا اليوم علماء موسوعيون يفوقون الإمام مالك بن أنس وابن جرير الطبري والقرطبي وابن كثير وابن العربي علما وفهما واستنباطا!!
لم نكن نعلم أن 94% من آي القرآن الكريم “ملتبسات غامضات”؛ وأن الأحكام التي تتضمنها نصوص القرآن والسنة لا تتجاوز 6 أحكام!!
لم يصلنا هذا العلم الغزير المتدفق عن أحد من علماء المسلمين من قبل!!
فما هذا العبث، وفي أي خانة يمكن أن ندرج مثل هذه الترهات التي يغني عرضها عن الإجابة عنها؟!
فقد صار هؤلاء المتاعيس بمنزلة من يريد أن يطفئ نور الشمس بالنفخ في الهباء؛ أو يغطي ضوءها بالعباء.
وصدق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى إذ قال: “وهؤلاء الذين يعارضون الكتاب والسنة بأقوالهم بنوا أمرهم على أصل فاسد؛ وهو أنهم جعلوا أقوالهم التي ابتدعوها هي الأقوال المحكمة التي جعلوها أصول دينهم؛ وجعلوا قول الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- من المجمل الذي لا يستفاد منه علم ولا هدى؛ فجعلوا المتشابه من كلامهم هو المحكم، والمحكم من كلام الله ورسوله هو المتشابه” (درأ تعارض العقل والنقل 1/149).

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *