بيان أعضاء مجلس الأمة الكويتي للدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم والمقدسات الإسلامية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله إمام المتقين،
وبعد…

الحمد لله الذي حفظ دينه وحمى رسوله صلى الله عليه وسلم، وحمل المسلمين هذه الأمانة بعد ذلك {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا}، إلا أن هناك من أهل الكفر ومن حذا حذوهم أخذ على عاتقه الطعن في دين الإسلام من خلال الطعن بذات الرسول صلى الله عليه وسلم وبالقرآن الكريم، وبالصحابة الكرام رضوان الله عليهم، بل تعدى كفرهم وظلمهم إلى التعدي على ذات الله عز وجل.

وهذا الأمر وإن كان قد سبق وأن حصل في بلد يدعي أهله الانتساب إلى النصرانية وهم قد فتحوا باسم حرية التعبير كل باب للشر والفسق والفجور إلا أن الكارثة الحقيقية في أن يتكرر مثل هذا الأمر في بلد عربي إسلامي مع معرفة الجميع أن التجرؤ على مثل هذه الأمور يصل بصاحبه إلى درجة الزندقة والكفر، وهو بلا شك باب شر عظيم، ولا شك أن الله سبحانه وتعالى كتب العصمة لرسوله صلى الله عليه وسلم ولكتابه العظيم القرآن {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}.
وفي الوقت الذي رأينا انتفاضة هذه الأمة في الدفاع عن رسولها صلى الله عليه وسلم في وجه الحملة الحاقدة التي تزعمتها صحف أوربية في النيل منه نرى – وللأسف الشديد – من يحذو حذوهم في هذا الفجور في ديار الإسلام، وما كنا نظن أن في الأمة الإسلامية وفي بلد إسلامي ينتمي أهله جميعاً إلى الإسلام، ويقودهم حاكم مسلم، وفيه مجلس علمي أعلى، ومجالس علمية في مختلف المناطق، ويضم آلاف المساجد يؤمها الملايين من المصلين ما كنا نظن أن يصل الانحطاط بالقائمين على إحدى المجلات في هذا البلد إلى نزع ثياب الحياء والتجرد من كل فضيلة بالتجرؤ على مقدسات الإسلام، وهم يعلمون ما أمر الله عز وجل به من وجوب توقير الرسول صلى الله عليه وسلم، ومعرفة حق الصحابة الكرام الذين أيدوا الرسول صلى الله عليه وسلم وآزروه ونصروه واتبعوا الدين الذي أنزل معه {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ}.
أين هؤلاء المجرمين من قول الله عز وجل : {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً}.
إن حرية التعبير والتي اتخذها الغرب مطية للطعن في كل ما هو مقدس هو أمر لا يمكن السماح به في بلد عربي مسلم ليكون مدخلاً لهدم دين الأمة والطعن في رسولها وكتابها وقادتها من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين.

ونحن إذ نستنكر حدوث مثل هذا الأمر في بلد عربي مسلم وفي ظل حكومة مسلمة، فإنا نطالب حكومة المملكة المغربية بضرورة اتخاذ أقصى الإجراءات القانونية لردع كل مجرم تسول له نفسه التعدي على الدين الإسلامي، أو أي من معتقدات ومقدسات الأمة.

وندعو الدول الإسلامية إلى ضرورة التصدي لكل محاولة للنيل من مقدساتنا الإسلامية وتحت أي ذريعة كانت مع ضرورة اتخاذ خطوات عملية لمعالجة مثل هذا الوضع والتصدي لأي تجاوزات في المستقبل، مع ضرورة اتخاذ خطوات عملية للانتصار لدين الله عز وجل والدفاع عن رسوله صلى الله عليه وسلم وكتابه الكريم.
ونقترح في هذا الصدد تدشين مشروع على مستوى العالم لتحقيق هذا الهدف يتضمن ما يلي:
– ترجمة وطباعة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم بلغات مختلفة، والتشجيع على اقتناء مثل هذه الكتب وقراءتها.
– إنشاء إذاعات متخصصة موجهة لشرح الدين الإسلامي والدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وعن القرآن والصحابة رضوان الله عليهم.
– إنشاء قنوات فضائية لنشر السيرة العطرة والسنة النبوية، وشرحها بأسلوب عصري ميسر.
– بناء مراكز إسلامية وبحثية لدراسة السنة والسيرة النبوية وترجمتها ونشرها.
– تنسيق الجهود بين الدول والجمعيات الإسلامية في تنقية الإسلام مما شابه، ونشر السنة الصحيحة.
كما نرى أن على الحكومات الإسلامية أن تبدأ بحركة إصلاحية لجميع القوانين والتشريعات المعمول بها في بلاد الإسلام لتنقيتها من كل ما يخالف الشريعة الإسلامية السمحة، ووضع ما يلزم من تشريعات تضمن الحفاظ على قدسية المقدسات الإسلامية وصيانتها.

توقيع
جميع أعضاء مجلس الأمة الكويتي
الاثنين والخمسين 52 باستثناء اثنين 2 لغيابهما

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *