أمريكا تدعو إلى استخدام العلمانية ضد الدين في الدول الإسلامية للحد من انتشاره

“..إن الطريق الصحيح لمحاربة المسلمين هو بناء أرضية من المسلمين أنفسهم من أعداء التيار الإسلامي، مثلما حدث في أوروبا الشرقية وروسيا حينما تم بناء منظمات معادية للشيوعية من أبناء الدول الشيوعية نفسها”.

لم ينس التقرير أن يحذر من سطوة المال -يقصد به المال السعودي- الذي يدعم تنظيم التيار الإسلامي، مؤكدًا أنه لا بد من الحد من تقدم هذا التيار الديني لصالح التيار العلماني والتيار التقليدي الديني بوصفه معتدلا! (وفق المفهوم الأمريكي للاعتدال).
فأمريكا تحذر من التعاون المالي بين المسلمين لنشر القرآن والسنة في حين تدعم سرا وجهرا الجمعيات والمنظمات العلمانية العربية بالمال والدعم السياسي.
كما ركز التقرير على أن الطريق الصحيح لمحاربة المسلمين هو بناء أرضية من المسلمين أنفسهم من أعداء التيار الإسلامي، مثلما حدث في أوروبا الشرقية وروسيا حينما تم بناء منظمات معادية للشيوعية من أبناء الدول الشيوعية نفسها.
وربما لهذا أفرد التقرير فصله الثاني للتركيز على فكرة الحرب الباردة والاستفادة من الخبرة الأمريكية في ضرب التيار الشيوعي من الداخل في تقديم نموذج مشابه لصانع القرار الأمريكي كي يستفيد منها في المواجهة المشابهة مع التيار الإسلامي، وركّز هنا على جانبين :
الأول: خاص بخبرة الاستعانة بالطابور الخامس من المهاجرين البولنديين والشيوعيين للغرب، ومعهم المفكرين الأمريكيين لتمهيد أرض المعركة ونشر القيم الغربية.
والثاني: خاص بالجانب الإعلامي مثل تجربة “راديو ليبرتي” الموجه لروسيا، فضلاً عن إنشاء قسم خاص في المخابرات الأمريكية دوره هو التغيير الفكري لمواقف وآراء طلاب ومفكري الدول الشيوعية وتقديم العالم لهم من وجهة نظر غربية محببة.
بل يطرح التقرير هنا أفكارًا بشأن كيفية استخدام الدين ضد الشيوعية، كنوع من الإسقاط لبيان أنه يمكن -العكس- باستخدام العلمانية ضد الدين في الدول الإسلامية!
ومع أن الفصل الثالث من دراسة “راند” يركز على بحث أوجه التشابه أو الخلاف بين أسلحة الحرب البادرة في هدم الشيوعية، وأسلحة الحرب الحالية ضد الفكر الإسلامي، ويؤكد أن هناك أوجه تشابه أبرزها أن الصراع مع الشيوعية كان فكريًّا مثلما هو الحال مع العالم الإسلامي، فهو يعترف بأن عقبات هذه السياسة أعمق مع المسلمين.
ويذكر من أوجه الخلاف -عما حدث في الحرب البادرة- بأن أهداف الشيوعية كانت واضحة للغرب، وكان من السهل محاربتها، بعكس أهداف التيار الإسلامي غير الواضحة للغرب، كما أن الشيوعية كانت هناك آليات للتفاوض معها (عبر أجهزة الأمم المتحدة وغيرها)، بعكس التيار الإسلامي غير المحدد في كتلة واحدة محددة كالشيوعية، أما الأهم فهو المخاوف -كما يعترف التقرير- من أن ينظر لمحاولات” تحرير” العالم الإسلامي أو اعتداله على الطريقة الغربية على أنه غزو واحتلال فكري، فضلاً عن صعوبة ضرب وتحجيم الدول التي تقف خلف الفكر الوهابي -كما يحلو لأمريكا ومن شايعها أن تسميه- لأنها في نفس الوقت دول ترتبط أمريكا بمصالح معها (البترول-مناطق النفوذ).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *