بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أما بعد:
إن هذه الهجمة الشرسة على مقدساتنا والتي تتزعمها الكثير من وسائل إعلامنا الوطنية, المرئية والمقروءة, خصوصا الجرائد والمجلات, لم تعد أمرا يمكن السكوت وغض الطرف عنه لشناعة جرمه, وخبث طوية أوليائه.
فبعدما اعتبرت مجلة “نيشان” رمضان شهر النفاق, والحج تجارة, وعيد الأضحى إنما هو مناسبة لإراقة الدماء, وتلطيخ الشوارع بالأزبال, طلعت علينا في عددها:91 الصادر بتاريخ 9ـ15 دجنبر 2006 بملف موضوعه “النكت” ذكرت فيه نكتا تنال من أغلى مقدساتنا (الله, الرسول، الملائكة, الإيمانيات..), فنسبت الجهل وعدم القدرة لله سبحانه وتعالى, واستهزأت بالنبي صلى الله عليه وسلم والملائكة والصحابة, في طرح يقصد من ورائه جعل هذه المقدسات من الأمور العادية التي يمكن التنكيت والاستهانة بها دون حرج.
كما نالت المجلة في نكتها من شخص الملك محمد السادس والملك الراحل الحسن الثاني, والسخرية من مصيرهما الأخروي, وفي ذلك استهزاء بالإيمان باليوم الآخر الذي هو أصل من أصول إيمان المسلم.
بالإضافة إلى ما نشرت من نكت جنسية فيها من الكلام الفاحش والبذيء ما يخرم المروءة, ويهدم الأخلاق والقيم.
بل هذه المجلة تتبنى مشروعا منذ نشأتها, محوره الرئيسي “الحرب على الإسلام والشعائر الدينية, وتدنيس كل مقدس”.
وبناء على ما ذكرنا فإن مكتب جمعية القاضي عياض لتحفيظ القرآن الكريم يدين بشدة كل ما ينشر في وسائل الإعلام من استهانة بمقدساتنا الدينية ويهيب بكل من يتحمل مسؤولية الدب عن الإسلام العمل على إيقاف هذه الهجمات الشنيعة على ديننا الحنيف.
فإلى متى هذا التطاول والتجرؤ على الله عز وجل وعلى ملائكته ورسله وكتابه العزيز؟
إن مثل هذا الجرم الذي أقدمت عليه مجلة “نيشان” يعتبر المحرك الرئيس لنزعات التطرف بين الشباب خصوصا إذا لم تحاكم أو عادت إلى الصدور، الشيء الذي من شأنه أن ينعكس سلبا على ثقة المواطنين بمدى قدرة الدولة على حماية دينهم ومقدساتهم.
وإلى القائمين على نشر العِلم, وتعليم الناس أحكام عباداتهم نقول: إن من أنجع الطرق التي يمكن نهجها للتصدي لحرب من يتبنون منهج تدنيس المقدسات, تتمثل كشف باطلهم بإظهار حقيقتهم للمسلمين, ثم نشر العلم بمسألة خطورة وحكم المستهزئ بالمقدسات, وتربية الناس على تعظيم شعائر الدين وعقائده, وسد كل الذرائع على من يريد النيل منها.
قال تعالى: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِئُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ، وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ، لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}.
وإلى القائمين على أمن البلاد نقول: نظرا للمسؤولية المناطة بكم من حفظ أمن بلدنا من كل تطرف وإرهاب ومحاولة زعزعة عقيدة المغاربة والمس بالقيم والمقدسات, نهيب بكم التحرك على كافة الأصعدة ضد هذه المنابر الهدامة التي جعلت المقدس عندنا مدنسا, فصار التنكيت والتندر بالله جل وعلا, والنبي صلى الله عليه وسلم والملائكة والصحابة من قبيل حرية التعبير, لأنه إذا كان حفظ سلامة الأبدان من مهامكم فحفظ سلامة المعتقد والإيمان أهم من ذلك.
كما نلفت انتباه الجميع إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار أن الرضوخ لمطالب العلمانيين بخصوص المزيد من حرية التعبير أو رفع العقوبات التي نراها لا ترقى لما يفرضه ديننا من حماية وصيانة لعقائد المسلمين، إنما يؤثر سلبا على هوية المغرب لأن أولئك القوم يتخذونها مطية إلى هدم الدين والدولة وتدمير الشخصية الإسلامية للمواطن المغربي.
كما نشد انتباه الشباب الغيور على دينه إلى ضرورة التحلي بضبط النفس وعدم الانسياق وراء من يحاول استغلال الظرف والحدث حتى ترتكب بعض الانزلاقات التي من شأنها أن تستغل لتشويه سمعة من يدافع عن دينه وعقيدته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
حرر بسلا بتاريخ الخميس 22 ذي القعدة 1427 للهجرة الموافق 14 دجنبر 2006م
رئيس الجمعية:
أحمد كطب