لماذا اخترما الملف؟

لاجدال في أن تكميم حرية الرأي والتعبير في مجتمع يؤمن بالتعددية أمر سيء إذا ما قوبل بقوانين وأحكام تصادر تلك الحريات.. ولكن الأسوأ إذا لم يبال المسؤولون إن استغلت تلك الحرية في الهجوم والتعدي على الدين وثوابت هذه الأمة والاستهزاء بالمقدسات، فيصبح بذلك الكل على جرف هار.
والمتأمل في الواقع الاعلامي يرى أن نبرة التشويه والعداء والاستهزاء بالدين أصبحت اليوم جرثومة تنخر بازدياد في بنية المجتمع المغربي وذلك من خلال نشر الطروحات العلمانية دون أي ردع أو رقابة.
وحتى نضع القارئ الكريم في الصورة الحقيقية للصراع الدائر بين العلمانيين والإسلام نورد جملة من أقوالهم والتي حَرِيٌّ بها أن تسمى بـ (الإسهال العقلي):
قال شاكر النابلسي أحد المتطرفين العلمانيين في البلدان العربية والذي تستكثر به وتنشر آراءه جريدة الأحداث: “ورغم أن هناك نصا في الدساتير العربية يقول بأن (الشريعة الإسلامية هي مصدر القوانين) إلا أن هذه الشريعة كثيرا ما تفشل في حل المشاكل المستجدة” جريدة الأحداث العدد: 2265.
وقال في كتابه “لو لم يظهر الإسلام..”: “إن الوثنية كعقيدة دينية لم تكن بتلك القوة التي صورها لنا القرآن” (ص39).
قال شريف حتاتة:”الدولة العلمانية دولة يقوم تشريعها على عدم وجود دين واحد يحدد انتماء الفرد إلى هذا الوطن, كما يجب أن يكون الدستور خاليا من أي إشارة إلى البعد الديني في تقرير مصير الأفراد” جريدة الأحداث العدد:2276.
قال محمد سبيلا:”إن الديمقراطية تتلاءم أكثر مع الدولة المدنية أو العلمانية، لكنها ستجد نفسها في عناء عندما تعيش تحت مناخ الدولة الدينية” جريدة الأحداث العدد:2272.
قال عبد القادرالبنة: “لا القرآن ولا الحديث يقدمان مفتاحا سحريا لحل مشاكل البلاد. ولو كان الأمر كذلك لكنا خير أمة أخرجت للناس منذ زمن.
وفي هذا الإطار, أتحدى أيا كان أن يأتيني بآية أو حديث يعطي حلولا للفقر والبطالة…” جريدة الأحداث العدد: 2642, كما كتب مقالا حشد فيه غمزه ولمزه لشعائر الإسلام, أسماه “لحيتي عبوتي”, وقال في مقال آخر تحت عنوان “عندما تكذب أمة على نفسها”: “الكذبة الأولى: أن الإسلام هو الدين الوحيد عند الله ومن يبتغي غيره فلن يقبل منه.. الكذبة الثانية: أننا خير أمة أخرجت للناس.. الكذبة الثالثة: أن الغرب يعادينا من أجل ديننا، وأننا نعيش حربا صليبية ثانية.. الكذبة الرابعة: أن الإسلام دين الرحمة والرأفة.. الكذبة الخامسة: إن كل ما حرمته علينا شريعتنا هو خير لنا.. الكذبة السادسة: أن الإسلام حرر المرأة.. الكذبة السابعة: أن ابتعادنا عن ديننا هو مصدر شقائنا وتخلفنا, والحال أنه هو الذي ابتعد عنا ولم يعد يطاوع معطيات عصرنا، لأنه توقف في عهد ابن تيمية، وتوقف معه كل اجتهاد وعطل أفضل عضو في جسدنا وهو العقل، وأضاف إلى ذلك بث ثقافة الاتكالية في تفكيرنا، فعندما نعجز عن تحليل الأشياء بالعقل والمنطق نردها إلى الله..”.
قالت إلهام مانع: “هذه دعوة لك أختي المسلمة لنزع الحجاب, دعوة صادقة.. ولو أردت الصدق فإن التبرير الثالث الذي يقول لك ولي إن الدين هو الذي يفرض على المرأة الحجاب هو في الواقع أضعف تلك التبريرات, لأننا لم نسمع هذا القول إلا في نهاية السبعينيات” مقال بعنوان “اخلعي الحجاب” جريدة الأحداث العدد:2637.
قال مالوم أبو رغيف: “لكن الحياة في هذا الدين هي مثل الحياة في داخل سجن, وإن كان السجين في زنزانته قد عوقب لارتكابه جريمة ما, فإن جريمة المرأة المسلمة هي أنها ولدت في مجتمع إسلامي” جريدة الأحداث العدد:2633.
قال سعيد الكحل:”إن الديمقراطية تشترط وجود حكم مدني يحترم إرادة الأمة وينفي عن الحاكم كل قدسية دينية, وهذا التجريد للحاكم من كل قدسية هو جوهر العلمانية” وقال كذلك: “لذلك فجوهر العلمانية ألا يكون نظام الحاكم دينيا” وشهد على قومه فقال:”ذلك أن من هؤلاء العلمانيين من سفَّه التعاليم الدينية, وجادل في صحتها وأعلن إنكار وجود الله واليوم الآخر” جريدة الأحداث العدد:2282.
ونشرت جريدة “الصحيفة” في عددها 214 قصيدة للعراقي صلاح حسن يقول فيها: “عزيزي الله.. لست مضطرا لمخاطبتك.. ما الذي تفعله طول اليوم؟ هل تقرأ الصحف؟ هل تستمع إلى الإذاعات؟ ألم تسمع في خطب الجمعة شيئا عن العراق؟ هذا البلد الذي رفع إسمك عاليا, لماذا لا تحرك ساكنا؟ هل أنت ميت؟”.
قال حميد باجو: “فالمطلوب هنا هو إعادة التأسيس الكلي لمجمل ثوابت الثقافة الإسلامية، بما فيها التصورات حول الله والروح والعالم الآخر والخلق والإنسان.. أو كل ما يعتبر لحد الآن أنه من علم الغيب لا يحق للإنسان أن يسأل فيه” جريدة الأحداث العدد:1941.
لهذا نطلب ونهيب بالمسؤولين التصدي للإرهاب العلماني الذي يطال ويهدد كل مقومات المجتمع المغربي، ابتداء بالعقيدة والشريعة وانتهاء بالبيعة وإمارة المؤمنين، كما نثمن الموقف الذي اتخذته الحكومة المغربية اتجاه المستهزئين بمقدساتنا، متمسكين بضرورة محاكمتهم، وإقرار نظام للحسبة يخول لكل مواطن مغربي مقاضاة كل من تسوِّل له نفسه المساس بمقدساتنا وثوابتنا، كما هو معمول به في كثير من الأقطار الإسلامية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *