درر وفوائد

لماذا كانت المعصية سبباً لمحق بركة الرزق والأجل؟
إنما كانت معصية الله سبباً لمحق بركة الرزق والأجل؛ لأن الشيطان موكل بها وبأصحابها، فسلطانه عليهم وحوالته على هذا الديوان وأهله وأصحابه، وكل شيء يتصل به الشيطان ويقارنه فبركته ممحوقة، ولهذا شرع ذكر اسم الله عند الأكل والشرب واللبس والركوب والجماع ، لما في مقارنة اسم الله من البركة.
الجواب الكافي 138
 
حديث: (إن يك من الشؤم شيء حق؛ ففي المرأة والفرس والدار).
الحديث يعطي بمفهومه على أن لا شؤم في شيء، لأن معناه: لو كان الشؤم ثابتاً في شيء ما؛ لكان في هذه الثلاث، لكنه ليس ثابتاً في شيء أصلاً، وعليه: فما في بعض الروايات بلفظ (الشؤم في ثلاثة) أو (إنما الشؤم في ثلاثة) فهو اختصار، وتصرف من بعض الرواة.
السلسلة الصحيحة 1/726

هل المشرك منتقص لله؟
الشرك ملزوم لتنقص الرب سبحانه، والتنقص لازم له ضرورة، شاء المشرك أم أبى، فلا تجد مشركاً قط إلا وهو متنقص لله سبحانه، وإن زعم أنه يعظمه بذلك، كما أنك لا تجد مبتدعاً إلا وهو متنقص للرسول صلى الله عليه وسلم، وإن زعم أنه معظم له بتلك البدعة.
إغاثة اللهفان 1/ 72

أيهما أفضل: القيام أم السجود:
اختلف الناس؛ فرجحت طائفة القيام لوجوه:
أحدها: أن ذكره أفضل الأذكار، فكان ركنه أفضل الأركان.
والثاني: قوله تعالى: (قوموا لله قانتين).
الثالث: قوله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الصلاة طول القنوت).
وقالت طائفة: السجود أفضل، واحتجت:
بقوله صلى الله عليه وسلم: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد).
وبحديث: (عليك بالسجود فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفع الله له بها درجة وحط عنه بها خطيئة).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لربيعة الأسلمي: (أعني على نفسك بكثرة السجود).
وأول سورة أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أقرأ) على الأصح، وختمها بقوله: (واسجد واقترب).
وبأن السجود يقع من المخلوقات كلها علويها وسفليها.
وبأن الساجد أذل ما يكون لربه وأخضع له.
وبأن السجود هو سر العبودية، فإن العبودية هي الذل والخضوع.
وقالت طائفة: طول القيام بالليل أفضل، وكثرة الركوع والسجود بالنهار أفضل، واحتجت هذه الطائفة:
بأن صلاة الليل قد خصت باسم القيام، لقوله تعالى: (قم الليل)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان…) ولهذا يقال: قيام الليل ولا يقال: قيام النهار.
وقال شيخنا -أي ابن تيمية-: الصواب أنهما سواء، والقيام أفضل بذكره وهو القراءة، والسجود أفضل بهيئته، فهيئة السجود أفضل من هيئة القيام، وذكر القيام أفضل من ذكر السجود.
زاد المعاد 1/228-230
 
من قارب الفتنة بعدت عنه السلامة، ومن ادعى الصبر وكل إلى نفسه، ورب نظرة لم تناظر.
وأحق الأشياء بالضبط والقهر: اللسان، والعين؛ فإياك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى مع مقاربة الفتنة؛ فإن الهوى مكايد، وكم من شجاع في صف الحرب اغتيل، فأتاه ما لم يحتسب، ممن يأنف النظر إليه.
صيد الخاطر 41

إن للخلوة تأثيرات تبين في الجلوة؛ كم من مؤمن بالله -عز وجل- يحترمه عند الخلوات فيترك ما يشتهي حذراً من عقابه، أو رجاء لثوابه، أو إجلالاً له؛ فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عوداً هندياً على مجمر، فيفوح طيبه، فيستنشقه الخلائق، ولا يدرون أين هو.
وعلى قدر المجاهدة في ترك ما يهوى تقوى محبته، أو على مقدار زيادة دفع ذلك المحبوب المتروك يزيد الطيب، ويتفاوت تفاوت العود.
فترى عيون الخلق تعظم هذا الشخص، وألسنتهم تمدحه، ولا يعرفون ولا يقدرون على وصفه؛ لبعدهم عن حقيقة معرفته.
وقد تمتد هذه الأراييح بعد الموت على قدرها؛ فمنهم من يذكر بالخير مدة مديدة؛ ثم ينسى، ومنهم من يذكر مائة سنة ثم يخفى ذكره وقبره، ومنهم أعلام يبقى ذكرهم أبداً.
وعلى عكس هذا من هاب الخلق، ولم يحترم خلوته بالحق؛ فإنه على قدر مبارزته بالذنوب، وعلى مقادير تلك الذنوب يفوح منه ريح الكراهة؛ فتمقته القلوب؛ فإن قل مقدار ما جنى قل ذكر الألسن له بالخير وبقي مجرد تعظيمه، وإن كثر كان قصارى الأجر سكوت الناس عنه لا يمدحونه ولا يذمونه.
صيد الخاطر 301 – 302

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *