الرحالي الفاروق (1315-1405هـ/1897-1985م)

هو الشيخ الرحالي بن رحال بن العربي الحمومي السرغيني، ينحدر الشيخ الرحالي من أصول نزحت من أبناء السيد أحمد بن موسى السملالي بإقليم سوس جنوب المغرب إلى قبيلة السراغنة بأحواز مدينة مراكش، ولد عام 1315 على الأغلب، حفظ القرآن من طفولته وأتقنه ورسمَه بالقراءات السبع.
بدأ الرحالي الفاروق دراسته في مسقط رأسه بحفظ القرآن الكريم بقراءة نافع ثم بقراءة حمزة، لم يلبث رحمه الله أن أتم حفظ وإتقان سائر القراءات السبع وكان أستاذه في كل ذلك الشيخ أحمد بن المختار الرحالي (ت1345هـ) ثم أقبل بعد ذلك على المتون الأساسية والعلوم الأولية على يد العلامة السيد محمد أجسيم السوسي، الذي استدعاه والد المترجم من مراكش، فمكث في ضيافة الأسرة بالسراغنة مدة ثلاثة أعوام بأجرة شهرية .
هكذا تهيأت الظروف والأسباب للفتى الرحالي، فلم تحوجه أحوال أبيه المادية إلى الرحلة بين قبائل السراغنة بل ظل بين أهله، ينعم بقربهم، ويشبع نهمه بين ظهرانيهم، ثم لما أحس تقدمه في طلب العلم والعرفان، تاقت نفسه إلى الاغتراف من حياض جامعة ابن يوسف بمدينة مراكش، وهي يومئذ جامعة جنوب المغرب كله.
بدأ الشيخ الرحالي الفاروق مرحلة علمية جديدة من حياته وذلك أواخر سنة (1341هـ) يحدثنا في ترجمته بقلمه أنه بعد إجالة النظر في الدروس الموجودة بالجامعة اليوسفية، وقع اختياره على دروس معينة.
شيوخه رحمه الله بمراكش
بالإضافة إلى شيخ أحمد بن المختار والشيخ محمد أجسيم السوسي هناك مجموعة من علماء عصره تتلمذ عليهم رحمه الله نذكر منهم:
العلامة محمد بن التاودي السرغيني (ت1347هـ) قرأ عليه كتاب المنهج للزقاق في قواعد المذهب ومقدمة جمع الجوامع لابن السبكي، والعلامة أبو شعيب الشاوي البهلولي المعروف بابن الرامي وهو عمدته وسنده (ت1349هـ) قرأ عليه مختصر خليل بالزرقاني والرهوني وبناني وألفية ابن مالك بالأشموني والصبان، ومفتاح الأقفال في تصريف الأفعال، وصحيح الإمام البخاري بإرشاد الساري للقسطلاني، والتلخيص للقزويني بمختصر السعد التفتزاني، ونظم العمريطي ورقات إمام الحرمين بشرح الشيخ نفسه، والعلامة عبد السلام بن المعطي السرغيني (ت1350هـ) قرأ عليه جمع الجوامع، وفرائض مختصر خليل، والقاضي العربي الرحماني البربوشي (ت1354هـ) قرأ عليه مختصر خليل بالخرشي والتحفة بميارة وحاشية أبي علي ابن رحال المعداني، والعلامة شيخ الإسلام أبي شعيب الدكالي الصديقي (ت 1356هـ) قرأ عليه الموطأ للإمام مالك وصحيح الإمام البخاري، والعلامة شيخ الجماعة السيد محمد بن عمر السرغيني المعروف بابن نوح (ت1356هـ) قرأ عليه مختصر خليل بالزرقاني والألفية بالموضح، والاستعارة للشيخ الطيب ابن كيران، والأربعين النووية، والعلامة السيد محمد بن أبي بكر السرغيني (ت1357هـ) قرأ عليه مختصر خليل بالخرشي وكتاب: “المنهج الفائق…” في الوثائق لأبي العباس الونشريسي وبعد سبع سنوات من الجد والاجتهاد في الدراسة بجامعة ابن يوسف بمدينة مراكش، تاقت نفسه للرحيل إلى مدينة فاس، فاستأذن شيخه وعمدته أبا شعيب ابن الرامي للذهاب إليها فأذن له في ذلك.
وفي المقال القادم سنعرض إن شاء الله تعالى إلى ذكر المشايخ الفاسيين ال\ين تتلمذ عليهم العلامة الرحالي الفاروق رحمه الله تعالى.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *