أحمد بن محمد ابن الخياط الزكاري الفاسي المالكي 1252-1343هـ/1836-1925م

هو أحمد بن محمد بن عمر بن عبد الهادي بن العربي بن محمد الزكاري المعروف بابن الخياط الفاسي العلامة المشارك المحدث، المحرر المدقق الأصولي الفقيه المتمكن الحيسوبي الفرضي الأصولي البياني المعمر آخر من بقي بفاس من وعاة الفقه المالكي وحملته على كاهلهم، العارفين بأصوله وفروعه، الخائضين فيه أكبر وأوسع خوض، عرف عن المتأخرين مع التحري والتثبت ولد سنة 1252 منتصف شعبان.
مشايخه
قال رحمه الله في ترجمته لشيخه أحمد بن محمد العلمي الموسوي: قرأت كتاب الله العزيز على عدة شيوخ وعمدتي فيه شيخنا الشريف الأجل الأستاذ المسن الأفضل أبو العباس سيدي أحمد ابن سيدي محمد العلمي الموسوي الفلاقي من آل سيدنا يوسف الفلاق دفين جبل كورت من المغرب وأصله من شرفاء سماته وهو والد أخينا في الله الذي كان معي في النشأة والاتصال صغرا وكبرا أشد ارتباطا وأخوة من أخي في النسب الفقيه العارف المحقق أبي عبد الله سيدي محمد العربي الفلاقي.
قرأ العلم على الشيخ عبد الرحمن بن أحمد الشدادي الحسني العلوي، وعلى الشيخ الحاج الداودي بن العربي التلمساني الحسني، وعلى الشيخ عبد الحفيظ العلوي الأمراني الحسني، وعلى شيخ الجماعة محمد بن عبد الرحمن الفيلالي السجلماسي الحجرتي، وعلى الشيخ أحمد بن محمد المرنيسي المريني، وعلى الشيخ محمد بن حماد المكناسي، وعلى الشيخ محمد بن محمد التازي، وعلى الشيخ عمر بن الطالب بن سودة، وعلى الشيخ المهدي بن محمد بن الحاج السلمي، وعلى الشيخ القاضي محمد بن عبد الرحمن العلوي الحسني، وعلى الشيخ عبد السلام بن الطائع بوغالب الحسني، وعلى الشيخ المجدد محمد بن المدني كنون، وغيرهم ممن ذكر في فهرسته الكبرى والوسطى والصغرى.
توبته
أخذ الطريقة الدرقاوية عن الشيخ عبد الواحد بن الغالي بناني وبسبه تزهد صاحب الترجمة وتجرد ولبس المرقعة وطاف في الأسواق يسأل ويأكل، فأنكر عليه ذلك أشياخه وأقرانه من العلماء وأعظم أشياخه الذين أنكروا عليه الشيخ المجدد السلفي محمد كنون وشدد الإنكار عليه حتى قاطعه، ولما رأى منه ذلك قاضي فاس الشيخ عمر بن عبد القادر الرندة نهاه فلم ينته فسجنه وبقي في السجن مدة ولما خرج من السجن بقي على حاله إلى أن أفاق من سكرته، وعين بعد ذلك رئيسا للمجلس التحسيني الذي أسس أولا بكلية القرويين، وبقي على الرياسة المذكورة إلى أن توفي.
تواليفه
له من التصانيف في الحديث حاشية على الطرفة في الاصطلاح طبعت بفاس مرارا، وله شرح على أبيات الشيخ الرهوني في الأحاديث الأربعة الموجودة في الموطأ ولم توجد مسندة، وله فهارس ثلاثة أكبرها في نحو ثلاث كراريس عدد فيها مقروءاته ومشايخه الفاسيين وغيرهم في العلم؛ ولخص منها فهرسة صغرى في نحو ثلاث ورقات ذكر فيها إسناده في الصحيح والشفا والمختصر وعدد مقروءاته ومشايخه، وله ثبت آخر مفيد ألفه باسم قاضي فاس حينه صاحبنا العلامة أبي فارس عبد العزيز بناني؛ وذكر فيه من أشياخه ومجيزيه ما لم يذكر في الأولين وختم بعد تآليفه التي قاربت المائة، وله رفع اللجاج والشقاق على حكم البينونة في الطلاق عند الإطلاق، وحاشية على شرح الخرشي على فرائض خليل، إلى غير ذلك من التآليف والتقاييد التي ذكرها وفصلها في فهرسته الوسطى.
يتبع..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *