4- ظهور حقيقة ما يسمى بالجامعة العربية التي ضلت تماطل وللمجرم تمد في المهل، عسى أن يحصد أكبر عدد من الأبرياء العزل، وهذا ليس بالغريب على هذه الجامعة التي ما ثبت أنها دافعت عن حق من حقوق المستضعفين سواء في فلسطين أو غيرها من الدول، وما شاهدناه ونشاهده يكفي اللبيب الفطن ليعلم أن هذه الجامعة لا تشعر بأي نوع انتماء، وما يتبجح به أعضاؤها من الكلام المنمق ليس إلا تبرئة لذمتها أمام شعوبها، وما أخالها تبرأ..
5- رجوع كثير من الشباب في سوريا من بلاد الشام إلى الله تعالى وتوبتهم وإنابتهم إليه سبحانه، يحكي بعض المشايخ السوريين أن كثيرا من الشباب الذين كانوا مفتونين ببنات الشبيحة قبل انتفاض الثورة، وقد كانت هذه الفتيات سلع رخيصة بيد كل شاب لا يرقب الله..
بعد انتفاض هذه الثورة وتبين خيانة أهالي هؤلاء الزانيات، تاب الكثير من هؤلاء الشباب وأقبلوا على ربهم بصدق وثبات وقلوب قد ملأها الندم والحسرة على ما فات..
6- تعاطف الكثير من المسلمين في شتى أقطار الدنيا مع الشعب السوري الأبي البطل.. أصبح الهم السوري يؤرق الكثير من المسلمين.. الكل يدعو في صلاته وقنوته بالنصر لإخواننا، فتحققت وحدة أنين وألم، فلا أظن مسلما مهما قسا قلبه لا يتألم ويتقطع فؤاده مما يقع لإخوانه في سوريا، مصدقا لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
7- تخاذل كثير من الحكومات العربية والإسلامية التي ظلت ملازمة للصمت والحياد، وإني والله أستغرب، كيف ترى هذه الحكومات -الإسلامية زعمت- ما يجري من تقتيل للآلاف من المسلمين وتدنيس لشعائر رب العالمين، وانتهاك للحرمات من لدن الصفويين.. فلا تحرك ساكنا وكأني بها تعيش في عالم آخر غير عالم شعوبها.. فحتى متى هذا الخذلان يا زعماء المسلمين؟؟ أغضب أمريكا أعظم عندكم من غضب ربّ الأرض والسماء؟ ألم تسمعوا قوله جل وعلا: “وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى”؟ .
وحينما تحرك ضمير هؤلاء الزعماء عقدوا مؤتمرا أسموه “مؤتمر أصدقاء سوريا”، ولعلهم أخطئوا في التسمية فالمناسب تسميته: “مؤتمر أعداء سوريا” وكان من أهم ما خرجوا به من هذا المؤتمر: منع تسليح الجيش الحر بدعوى أن ذلك سيؤدي إلى حرب طائفية، وكأن الذي يجري في سوريا ليس بحرب طائفية نصيرية صفوية تأتي على الأخضر واليابس، وكيف ينتظر من مثل هذا المؤتمر أن يقف بجانب الشعب السوري المستضعف وجيشه الحر المجاهد، وقراراته تملى من طرف أمريكا الممثلة بوزيرة خارجيتها كلينتون.. ورغم هذا الانحياز الكبير لصالح النظام الغاشم بهذا القرار الجائر، ماذا كان رد فعل بشار؟ إنه قتل في اليوم الذي عقد فيه هذا المؤتمر ثمانين شخصا بعدد أعضاء المؤتمر تقريبا، وكما يقال الإشارة تكفي اللبيب ..
8- من حكم الله تعالى في ما يجري في سوريا أنه كشف مرة أخرى -وإن صار الأمر مكشوفا-، عن حقيقة مجلس الأمن ولعبته القذرة “حق النقض” الذي ضل ولا يزال يقضي على آمال كثير من الدول الإسلامية ويقف حجر عثرة أمام نيل بعض حقوقها، والسؤال هنا: لماذا تدخلت أمريكا رغم امتناع الأغلبية في العراق، ضاربة بعرض الحائط هذا الامتناع، واحترمته واعتبرته بخصوص أحداث سوريا؟
والجواب لا يخفى على لبيب، إنها المصالح لا شيء يعلو على المصالح .. فكيف يتدخل الغرب لإيقاف حمامات الدم السني المتدفقة على أرض الشام والمصلحة تقتضي خلاف ذلك تماما.. أليس ما يجري هناك هدية تقدم على طبق من ذهب لدولة اليهود المذللة؟ أليس ما يجري الآن حلقة من حلقات المد الشيعي الصفوي في المنطقة وهو ما يثلج صدور الماكرين من الغربيين الصليبيين وإن تظاهروا بالخلاف مع نجاد والصفويين؟ فوالله إنها خدعة تمرر على الشاشات وما يحدث في الواقع لا يخفى على رب الأرض والسموات.