إعداد: حماد القباج – مصطفى الحسناوي – نبيل غزال لماذا اخترنا الملف؟

أصبح كثير من المنتسبين إلى الإسلام في زمن الغربة هذا الذي نعيشه، يرون المعروف منكرا والمنكر معروفا؛ والفسق والفجور عادة والسنة تنطعا وتشددا، وفي الحديث الذي رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ)، تأكيد لهذا المعنى، حيث اندرست كثير من قيم الإسلام وأخلاقه، كالعفة والمروءة والشهامة والإيثار والغيرة والألفة والرحمة، وتحول المعروف إلى منكر والمنكر إلى معروف، ولم يعد الأمر محصورا في أخطاء فردية وفلتات أو انزلاقات شخصية، بل أصبح الأمر سياسة ممنهجة، تقوم على إنفاذها مؤسسات بأذرع إعلامية وحقوقية وسياسية واجتماعية، وشخصيات نافذة، وتمويل خارجي وداخلي.
إنها حرب بكل ما تحمل الكلمة من معنى، أصبح معها إنكار المنكر بالطريقة التقليدية وردود الفعل المنفعلة هنا وهناك، لا تؤتي في الغالب أكلها، وأصبح من الواجب التصدي لهذه الهجمة على العفة والأخلاق والقيم الإسلامية، بطريقة منظمة تعتمد الوسائل والإمكانيات الحديثة من جمعيات ومراكز بحث ووسائل إعلام وغيرها، وينخرط في هذه الحرب الدفاعية كل معني بحراسة الفضيلة والعفة.
ونحن باختيارنا لهذا الملف، إنما ندق ناقوس الخطر ونرسم خريطة طريق لما يمكن أن نطلق عليه سلسلة حملات من أجل العفة، حملات مستمرة ومدروسة نتمنى أن تنطلق لمحاصرة هذا المد المكتسح لقيمنا وهويتنا وثقافتنا، لأن الأمر جلل والقضية خطيرة، وتناولها بشكل موسمي أو انفعالي لا يحقق أي نتائج مرجوة.
وحين نتكلم عن العفة لا نقصد المعنى المرتبط بغض البصر والابتعاد عن الفاحشة والعري والزنا، ولا نوجه خطابنا للنساء فقط، بل نتناولها بمعناها الشامل كقيمة وخلق إسلامي يعني جميع المسلمين ذكورا وإناثا؛ شيبا وشبابا؛ متزوجين وغير متزوجين، خلق تتفرع عنه أخلاق أخرى وترتبط به وتدور في فلكه، نتحدث عن العفة التي تعني الامتناع عما لا يحل قولا وعملا، عفة النفس والجوارح عن المحارم والمآثم.
نتمنى بفتحنا لهذا الملف أن نكون قد وضعنا لبنة ضمن هذا البناء الذي سيصون قيمنا وتتكسر على أسواره كل الهجمات والحملات وتولي خائبة بإذن الله.
(مصطفى محمد الحسناوي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *