حوار مع الدكتورة جميلة مصلي رئيسة مركز الوئام للإرشاد الأسري وعضو المكتب الإداري لمنتدى الزهراء وعضو فاعل في العديد من الجمعيات النسائية وباحثة مهتمة بقضايا الحركة النسائية آخر إصداراتها “الحركة النسائية بالمغرب المعاصر” حاورها مصطفى محمد الحسناوي

1- ما هو تقييمكن لعمل الحركة النسائية في المغرب؟
بسم الله الرحمن الرحيم لا شك أن الحركة النسائية المغربية اليوم مدعوة لمراجعة خطابها وتقييم أدائها، خاصة أنها قطعت أشواطا ومرت بمراحل متعددة، وحققت عدة إنجازات، فقضية التقييم إذن هي قضية تفرض نفسها، خاصة بعد الدستور الجديد، والأوضاع والسياقات الإقليمية الجديدة، وهناك مراجعات لمفاهيم وأفكار عدة على المستوى الدولي، فليس من المعقول أن تبقى الحركة النسائية بعيدة عن المراجعات والنقاش الدائر، خاصة على مستوى الأداء وعلى مستوى الأعمال المنجزة، وعلى مستوى التعبير الحقيقي عن قضايا ومشاكل المرأة المغربية ونقل همومها، وعلى مستوى المقاربات المعتمدة.

2- أعتذر عن المقاطعة ولكن سؤالي عن التقييم كان في علاقته بقضية القيم والهوية؟
نعم، الحركة النسائية اليوم، نستطيع أن نميز فيها بين اتجاهين رئيسيين، اتجاه بمرجعية يسارية أو ليبرالية، واتجاه ينطلق من ثوابت الأمة وقيمها.
ولاشك أن الارتباط بالهوية الوطنية فيه ضعف كبير، في خطاب الحركة النسائية، وإذا ما قمنا بمقارنة في عدد من الدول، سنجد أن حركاتها النسائية لصيقة بثوابت الأمة، وتدعو إلى التشبث بقيمها، فنجد مثلا بالنسبة للاتفاقيات الدولية، كاتفاقية القضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة، نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية ترفض التوقيع عليها، في حين أن الدول العربية يمارس عليها الضغط من أجل التوقيع والمصادقة، إن أي تنمية لا يمكن أن تتم بمعزل عن الثوابت الوطنية والهوية الوطنية.

3- في النبذة التعريفية الخاصة بمنتدى الزهراء، نجد العبارة التالية: بلورة رؤى أصيلة في المجال القانوني والحقوقي والاجتماعي، ماذا تقصدون بذلك؟
طبعا المقصود أن المقترحات والقوانين، لابد أن تكون منبثقة ومحترمة للثوابت والمرجعية الإسلامية والقيم الحضارية للمجتمع المغربي، وأعتقد أن الإنسانية جمعاء محتاجة لهذه القيم، محتاجة للمحافظة عليها لنشرها للدفاع عنها، وهناك اتفاقيات تدافع عن التنوع الثقافي، وتعتبره غنى وتراثا إنسانيا لابد من المحافظة عليه.

4- هناك من يقول أن أي نشاط نسائي بخلفية دينية هو مجرد إضاعة للوقت ما تعليقكم؟
بالعكس هناك توجه في العالم، أن الدول التي لها عقيدة كيفما كانت تلك العقيدة تحافظ عليها، والدول التي ليس لها عقيدة تبحث لها عن عقيدة، وقد زرت بعض مراكز مناهضة العنف ضد النساء في الولايات المتحدة الأمريكية، ولاحظت أن غياب عقيدة أو مرجعية دينية؛ يجعل المجتمع يتخبط في مشاكل نفسية؛ ومشاكل اجتماعية.
وبالتالي البحث عن الأمان النفسي، أصبح محط اهتمام عند الباحثين والمهتمين وعلماء النفس؛ وخاصة المشتغلين في مثل هذه المراكز، فهم يبحثون عن حلول من خلال معتقد يعطي الأمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *