غارت العديد من المنابر الإعلامية على ما تم ترويجه من إقدام سلفيين على تخريب “لوحة الشمس” في الموقع التاريخي “ياغور”، فبادرت إلى الهجوم على أتباع الدعوة السلفية ورمتهم بالعظائم ولازالت.
غارت هذه المنابر على صخرة بالية من الموروث الثقافي الوطني وسمحت لنفسها أن تطعن في دعوة بأسرها؛ وفي علمائها ودعاتها والمنتمين إليها؛ ولم تكترث على الإطلاق لبشاعة فعلها وعاقبة عملها.
علما أن الكعبة المشرفة أول بيت وضع للناس في الأرض وقبلة المسلمين التي لم ينقطع الطواف بها منذ بنائها، وهي واحدة من أعظم مقدساتنا، وبالرغم من ذلك كله فإن المسلم أعظم حرمة منها؛ فما بالك بمن يطعن فيما لا يحصى من الخلق دون بينة بسبب صخرة مهجورة منسية على جبل وعر.
لقد نظر سيد الخلق صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة فقال: (ما أعظمك، وأعظم حرمتك، وللمؤمن أعظم حرمة عند الله منك، إن الله حرم منك واحدة وحرم من المؤمن ثلاثا: دمه، وماله، وأن يظَن به ظن السوء). أخرجه البيهقي في شعب الإيمان وحسنه الأباني في صحيح الجامع.
نحن نعلم أن العديد من المنابر الإعلامية لا تلتفت إلى هذه المعاني والتوجيهات النبوية، ونعلم أيضا أن بعض المعاهد والمنابر تحض الصحفيين وتشجعهم على اختلاق الكذب ونشر الإشاعات، لكن يبقى أمر الله مقضيا؛ والملكان يعدان على ابن آدم سيئاته وحسناته أدرك ذلك أم لم يدركه.
والعاقبة للمتقين..