السلف الصالح أهل السنة لا يحصرهم مذهب

تزعم بعض الطوائف أن مذهب أهل السنة والجماعة يحصر أتباعه في الحنابلة (أو الوهابية) كما يعيرونهم، وهذا الكلام باطل لا أصل له، ويكذبه الواقع، فأهل السنة والجماعة والسلف الصالح هم خيار الأمة، والطائفة المنصورة والفرقة الناجية في كل زمان، قبل ظهور الحنابلة وبعده، وفي كل مكان وفيهم حنابلة وأحناف وشافعية ومالكية، وهذه مذاهب فقهية كل أئمتها الأربعة من أئمة السنة، وأتباعها منهم من سار على نهج السنة والسلف، ومنهم من حاد عن ذلك.
وليس للحنابلة اختصاص في ذلك، وإن كان التفاوت حاصل في تبعية أتباع المذاهب الأربعة للسنة والسلف وموازين الشرع هي المحتكم في ذلك.
والسلف الصالح على منهج واحد في العقيدة في كل زمان ومكان، فأهل السنة منهم المالكية والشافعية والأحناف كما سلف، وهم بحمد الله بين هؤلاء كثير وإن كانوا في الحنابلة أكثر؛ لأن الإمام أحمد كان آخر الأئمة الأربعة وقد تميز بمواقفه المشهورة في نصر السنة وأهلها، والوقوف بحزم وقوة ضد البدع وأهلها.

ومن أئمة أهل السنة المنتسبين للمذهب المالكي:
الإمام مالك وتلاميذه: (كابن القاسم وسحنون وأشهب القيسي).
وعلماء المالكية الآخرون مثل: (أسد بن الفرات، وعبد الملك بن الماجشون، ويحيى بن يحيى الليثي، وإسحاق بن الفرات وأصبغ بن الفرج، وابن وهب، وابن أبي زيد القيرواني، وابن أبي زمنين، وأبي القاسم خلف بن عبد الله المقري الأندلسي والقاضي عبد الوهاب بن نصر، وابن عبد البر، وأبي عمرو الطلمنكي، وأبي بكر محمد بن موهب -شارح رسالة ابن أبي زيد- وأبي عمرو الداني، والقاضي إسماعيل بن إسحاق، والقاضي أبي بكر الأبهري، وعبد الله بن محمد القحطاني الأندلسي -صاحب النونية-، ومحمد الأمين الشنقيطي، وابن غنام الأحسائي: من المعاصرين للشيخ محمد بن عبد الوهاب).

ومن أئمة السنة المنتسبين للمذهب الشافعي:
الإمام الشافعي وهو من كبار أئمة السنة والبويطي والمزني، وابن حبان، وابن خزيمة، وابن خفيف والحاكم، وابن سريح وابن الصلاح وابن النحاس حرملة بن يحيى والأزهري -اللغوي- والصابوني، وابن أبي حاتم، وابن ثمامة والبغوي وابن كثير والحافظ السلفي والدارقطني والحميري وابن السني وأبو الحسن الأشعري، وأبو العباس الأصم، والمزي والساجي والذهبي والدارمي -عثمان بن سعيد- واللالكائي، ومحمد بن نصر المروزي، والمقريزي، والمنذري وأبو محمد الجويني).
وكبار أئمة الشافعية ينصرون مذاهب السلف الصالح ويوصون بلزوم السنة، ويذمون البدع والأهواء وأهلها (وإن كان عند بعضهم شيء من الزلات أو موافقة أهل البدع في أمور) كالبيهقي والخطابي والجنيد، وأبي نعيم الأصبهاني والعز بن عبد السلام، والنووي والسيوطي والمناوي، لكن مناهجهم في الجملة أقرب إلى السنة، على تفاوت بينهم.

وكذلك الأحناف:
أبو حنيفة -رحمه الله- كان على السنة في الجملة، وما خالف فيه أهل السنة في مسألة الإيمان وميله للإرجاء زلة معروفة ومردودة عند السلف، لكنه لما اشتهر عنه الإمامة في الدين عرف له قدره… وكذلك أصحاب أبي حنيفة -الأوائل منهم- كانوا على السنة، كأبي يوسف ومحمد بن الحسن وزفر وإبراهيم بن طهمان وحفصُ بن غياث القاضي.
ومن الحنفية الذين على مذهب أهل السنة والجماعة في الجملة:
أبو سليمان، موسى بن سليمان الجوزجاني؛ ت 200 هـ.
معلى بن منصور الرازي؛ ت 211 هـ.
شداد بن حكيم القاضي البلخي؛ ت 212 هـ.
عبد الله بن داود؛ ت 213 هـ.
هشام بن عبيد الله الرازي؛ ت 221 هـ.
الليث بن مساور البلخي؛ ت 226 هـ .
يحيى بن أكثم التميمي القاضي ت 243 هـ.
محمد بن أحمد بن حفص الزرقان ت 264 هـ.
الحكم بن معبد الخزاعي ت 295 هـ.
أبو جعفر أحمد بن محمد الطحاوي ت 321 هـ.
ابن أبي العز الدمشقي الحنفي ت 712 هـ.
أحمد بن عبد الأحد الفاروقي السهر ندي ت 1034 هـ.
أبو البركات خير الدين نعمان الألوسي ت 1252 هـ.
محمود شكري بن عبد الله الألوسي.
محمد صديق خان بن حسن البخاري القنوجي ت 1307هـ.
محمد بشير بن محمد بدر الدين السهسواني الهندي ت 1326هـ.
محمد إسماعيل بن عبد الغني بن ولي الله الدهلوي ت 1381هـ.
..وبعض هؤلاء الأحناف قد يميلون إلى مذهب المرجئة في الإيمان، وعند بعضهم شيء من الزلات، ولكنهم على نهج السنة في سائر الأصول في الجملة على تفاوت بينهم. (حراسة العقيدة؛ د.ناصر العقل).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *