لزوم السنة قولا وفعلا يورث الحكمة
“قال أبو عمر بن حمدان: سمعته يقول (يعني: أبوا عثمان الحيري): من أمَّر السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحكمة, ومن أمَّر الهوى على نفسه نطق بالبدعة, قال تعالى: (وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا).
قلت (أي: الذهبي): وقال تعالى: (وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ)” السير 9/142.
عاقبة مخالفة السنة
“قال مكي بن عمر البيع: سمعت محمد بن عيسى يقول: صام طاهر أربعين يوما أربعين مرة, فآخر أربعين عملها صام على قشر الدخن, فليبسه قرع رأسه, واختلط في عقله, ولم أر أكثر مجاهدة منه.
قلت (أي: الذهبي): فعل هذه الأربعينات حرام قطعا, فعقباها موت من الخور أو جنون أو اختلاط أو جفاف يوجب للمرء سماع خطاب لا وجود له أبدا في خارج فيظن صاحبه أنه خطاب إلهي. كلا والله” السير 17/391.
زمـن البدع
“سمعت الليث بن سعد يقول: بلغت الثمانين, وما نازعت صاحب هوى قط.
قلت (أي: الذهبي): كانت الأهواء والبدع خامدة في زمن الليث, ومالك, والأوزاعي والسنن ظاهرة عزيزة, فأما في زمن أحمد بن حنبل وإسحاق وأبي عبيد, فظهرت البدعة, وامتحن أئمة الأثر, ورفع أهل الأهواء رؤوسهم بدخول الدولة معهم, فاحتاج العلماء إلى مجادلتهم بالكتاب والسنة ثم كثر ذلك, واحتج عليه العلماء أيضا بالمعقول, فطال الجدال واشتد النزاع وتولدة الشبه، نسأل الله العافية” السير 8/144.
أنواع العلوم
“قال أبو إسماعيل: سمعت يحيى بن عمار يقول: العلوم خمسة, علم هو حياة الدين وهو علم التوحيد, وعلم هو قوت الدين وهو العِظَة والذِّكر, وعلم هو دواء الدين وهو الفقه, وعلم هو داء الدين وهو أخبار ما وقع بين السلف, وعلم هو هلاك الدين وهو الكلام.
قلت (أي: الذهبي): وعلم الأوائل” السير 17/482.