“نية المؤمن خير من عمله” عبارة يرددها كثير من الناس، وبعضهم يرفعها، وبيان ذلك من وجوه:
أحدها: أن النية المجردة عن العمل يثاب عليها، والعمل بلا نية لا يثاب عليه.
الثاني: أن من رأى الخير وعمل مقدوره منه، وعجز عن إكماله. كان له أجر عامله. لقوله عليه الصلاة والسلام: “إن بالمدينة رجالاً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً، إلا كانوا معكم”.
الثالث: أن القلب ملك البدن، والأعضاء جنوده. فإذا طاب الملك طابت جنوده، وإذا خبث خبثت، والنية عمل القلب.
الرابع: أن توبة العاجز عن المعصية تصح عند أهل السنة، كتوبة المجبوب من الزنا، وكتوبة الأخرس عن القذف، وأصل التوبة: عزم القلب.
الخامس: أن النية لا يدخلها فساد. فإن أصلها حب الله ورسوله، وإرادة وجه الله، وهذا بنفسه محبوب لله ورسوله، مرضي لله ورسوله، والأعمال الظاهرة يدخلها آفات كثيرة، ولهذا كانت أعمال القلوب المجردة أفضل من أعمال البدن المجردة، كما قيل: قوة المؤمن في قلبه، وضعفه في جسمه، والمنافق عكسه. والله أعلم. (مختصر الفتاوى المصرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى).