أهم حروب الاستئصاليين ضد الإسلاميين خلال سنة 2012

(سلفيون يعتدون على فتاة ويجردونها من ملابسها)
معلوم أن المتواتر هو أعلى درجات الصحة ويستحيل عقلا أن يتواطأ الناس على الكذب أو يتواتر عنهم، لكن هذه الحادثة أثبتت العكس، فجوقة الاستئصاليين، بمقدورها أن تقلب الحق باطلا والباطل حقا، وباستطاعتها أن تسحر أعين الناس بما لها من إمكانيات ونفوذ، فتختلق القصة من عدم وتجعلها حديث الشارع، وتحقق من خلالها السبق الصحفي والكسب السياسي والربح المادي.
العنوان أعلاه أو في ما معناه تناقلته جهات إعلامية وحقوقية وسياسية وشخصيات محسوبة على جهة من هذه الجهات أو على أكثر من جهة ضمن هذه الجوقة الاستئصالية، فقد اختلقت جريدة الصباح في عددها:3704 بتاريخ: السبت الأحد 10-11 مارس 2012م، هذه القصة انطلاقا من نزاع بين عدد من المراهقين وفتاة كانت ترتدي لباسا فاضحا، أدى لمعاكستها ليتطور الأمر إلى اشتباك فاعتداء.
لكن بطريقة هوليودية مبدعة حولت الجريدة قصة حقيقية لقصة من قصص الخيال العلمي، تستحق عليها جائزة أوسكار على أفضل سيناريو، لكن الإخراج كان بليدا وغبيا، الخبر المكذوب الذي يفتقد للمهنية والمصداقية ويمس في الصميم صاحبه والمؤسسة التي يشتغل بها، لم يتوقف عند هذا الحد، فقد تناقلته باقي أذرع الأخطبوط الاستئصالي، ووزعته على جهات الأرض الثمانية، في توزيع بديع ومتقن للأدوار، بين الإعلامي والحقوقي والسياسي والمفكر، وفي هذا السياق جاء:
بيان بيت الحكمة: (الأحداث المغربية ع:4612 بتاريخ: الخميس 15 مارس 2012م). حيث أورد تفاصيل اعتداء بعض الإسلاميين من التيار السلفي على إحدى الفتيات، بشكل يثير الاستغراب والاندهاش.
مقال عصيد.. (الأحداث المغربية ع:4611 بتاريخ: الأربعاء 14 مارس 2012م).
مقال سناء العاجي (الصباح ع:3708 بتاريخ: الخميس 15 مارس 2012م).
مقال خالد الحري (الصباح ع:3710 بتاريخ: السبت الأحد 17-18 مارس 2012م).
واستمر ترويج الكذبة حتى بعد إجرائنا تحقيقا في الموضوع واستجواب الشهود وساكنة الحي والتي نفت كلها الخبر المكذوب واستغربته واستنكرته، وقد نشرنا تلك الشهادات مرئية ومكتوبة. ورغم ذلك فقد كتب أحد من أسماهم الزميل الأستاذ إبراهيم بيدون بمراسلي البنتاغون مقالا بعنوان: “سلفيون يهاجمون فتاة في الرباط بسبب ملابسها”، بتاريخ: الجمعة 11 ماي 2012، نشره بموقع مغاربية الذي تشرف عليه قوات أفريكوم التابعة للبنتاغون الأمريكي، فكان أشبه بتقرير مستعجل يستحث هذه القوات للتدخل العاجل من أجل إنقاذ المغرب من يد المتشددين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *