زعموا أن كتب العقائد هي سبب تفرق المسلمين، وأنها سبب لنكسات المسلمين التاريخية.
وهذا من جانب حق، وهو أن افتراق المسلمين وخروج طوائف منهم عن نهج السنة والجماعة سبب للفرقة، والفرقة سبب للهزائم والنكسات، وهذا معلوم من الدين بالضرورة وقد أخبر الله عنه وحذر منه: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ، وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ، وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (لأنفال:46-48) .
وأخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم وحذر منه.
لكن الذم إنما يكون للمفارق، وهم أهل الأهواء والسبل، لا للمتمسك بالحق والسنة وهم السلف الصالح أهل السنة الذين أخذوا بأسباب العزة والنصر والتمكين وهو الاعتصام بحبل الله.
أما كتب العقائد الخارجة عن السنة وهي كتب أهل الأهواء فهي قد رسخت الفرقة وأسهمت في حدوث النكسات على الأمة.
بخلاف كتب السلف التي تمثل دين الله الذي يأمر بالجماعة والطاعة والجهاد وينهى عن الفرقة والخروج والقعود.
فمن الذي أشغل الأمة بالكلاميات، والفلسفات والمجادلات، والكلام الفارغ، وحشا المؤلفات بالمغالطات والشبهات والأوهام؟
فالحق إنما احتوت عليه مضامين كتب السلف، وذلك من أسباب العزة والنصر. والباطل إنما احتوت عليه مضامين كتب أهل الأهواء وذلك من أسباب الذل والهوان. حراسة العقيدة؛ د.ناصر بن عبدالكريم العقل.