حوار مع الفقيه والعلامة الأصولي الشيخ مولود السريري القيم والمشرف والأستاذ بالمدرسة العتيقة بتانكرت حاوره : مصطفى محمد الحسناوي

الفقيه الأصولي الأمازيغي مولود السريري: يجب أن يعلم هؤلاء جميعا الذين يتطفلون على أمر الأمازيغية أنهم لا يتحدثون إلا باسم أنفسهم، وأنهم لا يمثلون أحدا وأن أحدا لم ينتخبهم لهذا الأمر، وأن الأمازيغ مسلمون، وأنهم لا يبغون عن دينهم حولا..

1- ما الحكم الشرعي أو ما أقل ما يقال في من يستهزئ بسنة وأحاديث وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم؟

معلوم من الدين بالضرورة أن من تجرأ على كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالاستخفاف أو الاحتقار أو ما شابه ذلك فإن حكمه عند المسلمين أن هذا يخرجه من الملة، ولا خلاف في ذلك بين جميع المذاهب والفقهاء، لأن الاستخفاف بكلامه هو استخفاف واستهزاء بالوحي، والاستهزاء بالوحي هو استهزاء بكلام الله تعالى، والله تعالى هو الذي أمر بطاعة رسوله وجعل كلامه وحيا، فإذا تجرأ المرء على كلام الله تعالى، فهذا معروف أنه مما يخرج من الملة، فيصبح حاله كما هو معروف عند الفقهاء، ينظر في حاله فإن كان عاقلا وكان واعيا بما يقول، فإن حكمه هو ما تقدم ذكره، هو الخروج عن ملة الإسلام.

2- عصيد أحد العلمانيين الحاقدين على الإسلام المحاربين له، وهو ينفث سمومه ويمرر رسائله تارة تحت مظلة حقوق الإنسان؛ وتارة يركب على القضية الأمازيغية، بصفتكم أحد علماء الأمازيغ ما توجيهكم ونصيحتكم للشباب الأمازيغي الذي يلتف حوله خاصة أنه أصبح يقدم على أنه متحدث باسم الأمازيغ؟

أولا يجب أن يعلم هؤلاء جميعا الذين يتطفلون على أمر الأمازيغية أنهم لا يتحدثون إلا باسم أنفسهم، وأنهم لا يمثلون أحدا وأن أحدا لم ينتخبهم لهذا الأمر، وأن الأمازيغ مسلمون، وأنهم لا يبغون عن دينهم حولا، وأن التذرع بهذه الأشياء لم يبق أمرا خافيا على الناس، وأن هذا النوع من التمويه في عقيدة الأمازيغ ودينهم بهذه الطريقة، أمر لا يمكن للأمازيغ أن يرضوه، وهم أمة حرة، يفكرون أحرارا يختارون ما يريدون بطواعية، وقد اختاروا الإسلام ولم يرغمهم أحد عليه، وصبروا على تحمله وهم يعتزون بذلك ويفتخرون، ولا يمكن لأحد أن يتحدث باسمهم في هذا الباب على الإطلاق، والدليل القاطع على ذلك أنك تجد الأمازيغ لا يسمون أبناءهم إلا بأسماء الأنبياء والرسل، وأحمد عصيد ما سماه أبوه بهذا الاسم الذي هو اسم نبينا -صلى الله عليه وسلم-، إلا لأنه يعتبره من باب الافتخار والاعتزاز، من جهة أخرى أن الأمازيغ صبروا في أرزاقهم وأقواتهم فأقاموا المساجد والمدارس، لأجل أن يقيموا لهذا الدين صرحه وأن يعلوا مناره، وهذا أمر معروف عندهم لا يمكن أن ينكره إلا معاند ومكابر.

3- يروج عصيد لكون أعراف وقوانين الأمازيغ الجاهلية وتقاليدهم كلها منسجمة مع الحضارة والتقدم وحركة التاريخ ومنسجمة مع منظومة القيم الغربية، فلا نجد في أعرافهم مثلا دعوة للعقوبات الجسدية، فكانت عقوبة السارق مثلا إخراجه ونفيه من القبيلة، وفي العلاقة مع المرأة لا حرج في الرقص الجماعي والسهر ليلا بين ذكور وإناث القبيلة، وهذه كلها عند عصيد مؤشرات على رقي العنصر الأمازيغي وانفتاحه وتحضره منذ القديم، بخلاف شريعة الإسلام التي يصفها بالبربرية والهمجية والبشعة والوحشية والإرهابية، ماتعليقكم؟

أولا إذا كان هذا يتحدث قبل الإسلام، فهو ليس لديه أي معرفة بما قبل الإسلام في هذا الباب الذي يتحدث فيه، وليس هناك أي مراجع تعتمد، إلا التخرصات والاحتمالات والأوهام، فما يدعيه نوع من الافتراء والكذب، وكثير مما يُفتخر به في أعراف الأمازيغ من الأخلاق الفاضلة والأمور الإيجابية لم يعرفها الأمازيغ إلا بالإسلام.
وأذكر هنا عصيد بإنفلاس، وإذا اقترف الأمازيغي الجريمة كيف كانوا يحاكمونه، هذا في الأعراف التي قبل الاحتلال بقليل، وأذكره بقوانين الحصون، وإن كان يحدثنا عما قبل الإسلام، فإن ما قبل الإسلام يجب أن يُنظر إليه باعتبار جميع مكوناته، فإذا كان يشرفه أن يعبد الناس النعاج؛ وأن يعبد الناس الخرفان؛ وأن يعبد الناس أكوش والشمس والقمر، فهذا أمر يعنيه، أما الأمازيغ فقد جاءهم الإسلام وأخرجهم من الظلمات إلى النور، وهم منتشون فرحون بهذا.
وإن كان يحدثنا عما قبل الإسلام فمن أين أتى بهذه المعلومات؟ وإن كان يرى الرقص المختلط مجدا، فلماذا لا يرى الزنا مجدا، وقد كان هذا شائعا عند الأمازيغ في عهد البرغواطيين، وقد أباحوا في ذلك ما هو معلوم، فلماذا هذا الاجتزاء للتاريخ، وقول شيء وترك أشياء؟
إن الأمازيغ لا يشرفهم أن يوافقوا أحدا، الذي يشرفهم هو أن يعملوا عقولهم، وهم أحرار في أفكارهم، يبحثون عن مصالحهم ويدرؤون عنهم المفاسد وما يتعلق بأعراضهم، العرض عند الأمازيغ مقدم على كل شيء، فليفهم عصيد وغيره هذا الأمر.
وقد ارتبط الأمازيغ بالإسلام لأنه يشرفهم، ويعلي شأنهم، ويحفظ أعراضهم ويمنحهم كرامتهم، وإذا أراد أن يقول إن الأمازيغ يسايرون الغرب ولا يتعارضون مع قيمه، فهذا في واقع الأمر ذم وليس مدحا، إذا كانوا يشبهونهم في الانحلال وهذه الأمور التي يسميها تقدما، فإن هذا يسيء إلى الأمازيغ ولا يشرفهم، والأمازيغ يريدون ميراث الأنبياء والرسل، ولا يرضون بهذه الدناءة وهذه الخسة، وهذه السفالة والسفاهة التي يريد هذا أن ينزل إليها الناس.
هذا الذي يجب أن يقال لعصيد ولغير عصيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *