حكم ومواعظ

مما قيل في التوكل على الله سبحانه وتعالى:
اعلم أن التوكل على الله سبحانه وتعالى كمثل تاجر أقام لإصلاح ماله وكسبه وكيلا بصيرا بالأمور عارفا بما يلزمه من القيام بخدمة موكله، فالتاجر قد اكتفى بما ضمنه له وكيله، فاطمأن قلبه، وجلس في مكانه مستقلا بعبادة ربه لا يتعاطى سببا اكتفى بوكيله وثقته به.
عن عطاء السلمي: أنه قال: لو أن نارا أوقدت وقيل لي: إلق نفسك فيها، فأصير لا شئ ولا تجمعني القيامة لمت من فرحي قبل وصولي إليها، خوفا من العرض على الله سبحانه والوقوف بين يديه.
قال الأحنف
من ظلم نفسه كان لغيره أظلم، ومن هدم دينه كان لمجده أهدم.
قال الأوزاعي
إذا أراد الله بقوم سوء أعطاهم الجدل ومنعهم من العمل.
قال أحمد شوقي
كن في الطريقِ عفيف الخطى شريف السمع كريم النظر
وكــن رجـــلا إن أتـــو بعــده يقولون مــــرَ و هذا الأثر
أربعة تؤدى إلى أربعة
الصمت إلى السلامة، والبر إلى الكرامة والجود إلى السيادة، والشكر إلى الزيادة من عرف شأنه، وحفظ لسانه وأعرض عما لا يعنيه، وكف عن عرض أخيه، دامت سلامته، وقلت ندامته.
وصحة النفس مستحيلة
لا يغرنك صحة نفسك، وسلامة أمسك، فمدة العمر قليلة وصحة النفس مستحيلة.
أيام الدهر ثلاثة
يوم مضى لا يعود إليك ويوم أنت فيه لا يدوم عليك، ويوم مستقبل لا تدري ما حاله ولا تعرف من أهله.
الثقة بالله والتوكل عليه
الثقة بالله أزكى أمل، والتوكل عليه أوفى عمل، إياك والحسد فإنه يفسد الدين، ويضعف اليقين، ويذهب المروءة.
التجارة
قال مالك ابن دينار: اتخذ طاعة الله تجارة تأتيك الأرباح من غير بضاعة.
قال الثوري: ليس شيء أقطع لظهر إبليس من قول: لا إله إلا الله.
قال يحيى بم معاذ رحمه الله: القلوب كالقدور في الصدر تغلي بما فيها، ومغارفها ألسنتها، فانتظر الرجل حتى يتكلم فإن لسانه يغترف لك ما في قلبه من بين حلو وحامض وعذب وأجاج.
قال أبو حازم: شيئان إذا عملت بهما أصبت خيري الدنيا والآخرة: تحمل ما تكره إذا أحبه الله، وتترك ما تحب إذا كرهه الله.
درر وفوائد
لما أمرنا الله سبحانه: أن نسأله في كل صلاة أن يهدينا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، المغايرين للمغضوب عليهم وللضالين، كان ذلك مما يبين أن العبد يُخاف عليه أن ينحرف إلى هذين الطريقين، وقد وقع ذلك كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم.
مجموع الفتاوي 1/56
ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (واعلموا أن أحداً منكم لن يرى ربه حتى يموت) ولهذا اتفق سلف الأمة وأئمتها على أن الله يرى في الآخرة، وأنه لا يراه أحد في الدنيا بعينه، وقال في موضع آخر: وقد اتفق أئمة المسلمين على أن أحداً من المؤمنين لا يرى الله بعينه في الدنيا، ولم يتنازعوا إلا في النبي صلى الله عليه وسلم خاصة مع أن جماهير الأئمة على أنه لم يره بعينه في الدنيا.
مجموع الفتاوي 2/230،235
وتجد عامة هؤلاء الخارجين عن منهاج السلف من المتكلمة والمتصوفة يعترفون بذلك، إما عند الموت وإما قبل الموت، والحكايات في هذا كثيرة معروفة، هذا أبو الحسن الأشعري نشأ في الاعتزال أربعين عاماً يناظر عليه، ثم رجع عن ذلك وصرح بتضليل المعتزلة وبالغ في الرد عليهم، وكذلك أبو عبد الله بن عمر الرازي قال في كتابه الذي صنفه في أقسام اللذات: لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً، ولا تروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن.
مجموع الفتاوي 4/72
هل صح عن النبي صلى الله عليه وسلم (أن الله أحيا له أبويه حتى أسلما على يديه ثم ماتا بعد ذلك)؟ لم يصح ذلك عن أحدٍ من أهل الحديث بل أهل المعرفة متفقون على أن ذلك كذب مختلق، وليس ذلك في الكتب المعتمدة في الحديث لا في الصحيح ولا في السنن ولا في المسانيد ونحو ذلك من كتب الحديث المعروفة ولا ذكره أهل كتب المغازي والتفسير، وإن كانوا يروون الضعيف مع الصحيح، لأن ظهور كذب ذلك لا يخفى على متدين، وإن هذا لو وقع لكان مما تتوافر الهمم والدواعي على نقله.
مجموع الفتاوي 4/324

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *