قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} غافر60.
وعن النّعمَانِ بنِ بشِيرٍ -رضي الله عنه- عن النّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “الدُّعَاءُ هُو العِبَادَةُ”.
لقد حازت عبادة الدعاء مكانة عظيمة في دين الإسلام، لما فيها من صفة التوجه إلى الله عز وجل، والاعتراف بفضله وسؤاله وحده. هذا عند أهل السنة الأخيار الذين يعبدون الله بما شرع، لا الذين يتبعون دين أصحاب العمائم، مما سطرته أياديهم الخبيثة وألصقته بآل البيت كذبا وزورا.
ولما كانت هذه العبادة بهذه المكانة الكبيرة لم تتركها شريعتنا المطهرة هكذا بلا حدود ولا قيود، بل وضعت لها ضوابط وشروطا للقبول، كالإخلاص وأكل الحلال مثلا.
ومن بين تلكم الشروط أن يكون دعاء لا عدوان فيه، يؤسس لذلك قوله تعالى: {ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}.
ومن بين المعتدين في الدعاء الشيعة الذين ابتدعوا أدعية واهية قوامها الشرك بالله، والغلو في الأئمة، واللعن والسب للصحابة الميامين، والقذف لأمهات المؤمنين، فجاءت صورا حادثة محدثة، لا قرار لها إلا في قلوب هؤلاء الشيعة البلهاء.
الذين رغبوا عن دعاء رب العباد وتفرغوا لدعوة العباد والتوسل إليهم بحجج لقضاء حوائجهم، فتجد الشيعة يهذون بنداء الأئمة ودعائهم من دون الله، بتفسيرات واهية وتأويلات باطلة، كاعتبار هؤلاء الأئمة أسماء الله الحسنى التي أمرنا الله بدعائه بها!!
قال تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}.
ففي أصول الكافي للكليني -كتاب التوحيد- (ص:103): “…عن أبي عبد الله عليه السلام، في قول الله عز وجل (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)، قال: نحن والله الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفتنا”.
ومن هنا دأب الشيعة على نداء الأئمة ودعائهم، إذ يلهجون بـ”يا علي، يا حسين، يا فاطمة، يا عباس، يا مهدي، يا أم المصائب زينب…”، معطلين صفات الحق سبحانه، ملحدين في أسمائه، معتدين في دعائه.
ولم يقف القوم عند هذا الحد بل ابتكروا أدعية خرافية ضربوا بها أروع الأمثلة في الاعتداء في الدعاء، والتي نختار منها ما يلي:
1- دعاء: “ناد عليا مظهر العجائب تجده عونا لك في النوائب، كل همٍّ وغمٍّ سينجلي بولايتك يا علي يا علي يا علي…”.
وربطوا تعداد ترديده بالغرض والمطلوب، فلكل غرض عدد مخصص، من هذه الكلمات التي تفوح منها رائحة الشرك من خلال وصف الأئمة بصفات الحق سبحانه وتعالى، ودعوة العباد فيما لا يقدر عليه إلا رب العباد.
2- دعاء الفرج: “يا علي يا محمد”
وفيه يقول الشيعي: “يا مُحَمَّدُ يا عَلِيُّ، يا عَلِيُّ يا مُحَمَّدُ، اِكْفِياني فَاِنَّكُما كافِيانِ، وَانْصُراني فَاِنَّكُما ناصِرانِ”.
وفيه أيضا: “يا مَوْلانا يا صاحِبَ الزَّمانِ، الْغَوْثَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ، اَدْرِكْني اَدْرِكْني اَدْرِكْني، السّاعَةَ السّاعَةَ السّاعَةَ، الْعَجَلَ الْعَجَلَ الْعَجَل، يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ، بِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِهِ الطّاهِرينَ”.
وجميع أدعية الشيعة توجه وسؤال لمن لا يملك لهم ضرا ولا نفعا، معتبرين أن طريق دعاء الأئمة والتوسل بهم أقرب وأقصر من دعاء الله مباشرة كما قرر ذلك معممهم الكوراني.
3- دعاء صلاة الاستغاثة بالزهراء:
في بحار الأنوار للمجلسي (88/356) كيفية هذه الصلاة: صلاة الاستغاثة بالبتول عليها السلام: “تصلي ركعتين ثم تسجد وتقول: يا فاطمة مائة مرة، ثم ضع خدك الأيمن على الأرض وقل مثل ذلك، وتضع خدك الأيسر على الأرض وتقول مثله، ثم اسجد…”.
ولم يكتف الشيعة بهذا الحد بل أضافوا لهذا وجوب السجود للزهراء.
يقول الشيعي حسن الأبطحي في أنوار الزهراء(ص45): “ورد في الروايات أنه يجب السجود بعد صلاة الاستغاثة بفاطمة الزهراء عليها السلام، والقول مائة مرة في السجود: “يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني”.
يقول: “ومن الطبيعي فإننا حينما نأتي على ذكر اسمها في السجود، ونطلب الغوث منها، فلا بد من التوجه إليها والسجود لها، لأنه لا يعقل أن يتكلم إنسان مع فاطمة عليها السلام ويتوجه إليها ويخاطبها، ثم يسجد لغيرها”.
يقول الحق سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (الأعراف:194).
ولكن الشيعة لا يزالون مستمرين في غيهم وتجاوزهم في دعائهم غير الله، فيما لا يقدر عليه سواه.
4- دعاء صنمي قريش:
يعتبر هذا الدعاء من أصح الأدعية عند الشيعة لوروده عن المعصوم أمير المؤمنين –بزعمهم- وقد أوردوا أقاويل غزيرة في فضله ورفعة شأنه، مما جادت به مضغة الحقد الدفينة في قلوب القوم المجخية، اتجاه أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وابنتيهما رضي الله عنهم جميعا.
يقولون فيه: “اللهم العن صنمي قريش وجبتيها وطاغوتيها وإفكيها، وابنتيهما، اللذين خالفا أمرك وأنكرا وحيك، وجحدا إنعامك، وعصيا رسولك، وقلّبا دينك، وحرّفا كتابك، وعطّلا أحكامك، وأبطلا فرائضك، وألحدا في آياتك وعاديا أولياءك وواليا أعداءك، وخرّبا بلادك وأفسدا عبادك…”.
فهل هذا دعاء؟ وهل يعقل أن يصدر هذا عن آل البيت الأطهار؟
إنما هو تجل واضح لأحقاد وضغائن الشيعة من مكنونات صدورهم الخبيثة.
وعند الشيعة أدعية كثيرة بكثرة المناسبات التي شرعها لهم المعممون، وهذه الأدعية وإن تعددت أسماؤها وصيغها إلا أنها تصب في مجرى واحد ألا وهو اتباع الهوى ومخالفة هدي خير الورى.
فكلها شرك بالله، ودعوة لغيره فيما لا يقدر عليه سواه، يخرجون بها إلى حد الاعتداء في دعواه.
والله المستعان.