تصفيات واغتيالات وصراع أحزاب مغربية على السلطة

بدل أن تتجه الأحزاب المغربية لاستكمال تحرير البلاد والمطالبة بذلك، اتجهت صوب تبني العنف الممنهج لتصفية خصومها السياسيين، وبدل تصفية المحتلين الذين لا يزالون يسيطرون على أجزاء كبيرة من الوطن آنذاك، عملت على تصفية رجال وطنيين عارضوها سياسيا فكان مصيرهم إما القتل أو التعذيب في معتقلاتها السرية.
وسنورد بعضا من هذه الأعمال الإرهابية الأثيمة في حق المواطنين:
23- يناير 1956، حين كان أعضاء من حزب الشورى والاستقلال يقتربون من سوق الأربعاء الغرب، قادمين إليها من مدن وزان والرباط وسلا والدار البيضاء بمعية فرقة من الكشفية، للاحتفال بتعيين المحجوبي أحرضان عاملا على الرباط والنواحي، فوجئوا بهجوم من قبل أعضاء من حزب الاستقلال، ما أسفر عن وقوع مذبحة راح ضحيتها أربعة أشخاص، على الأقل، من الشوريين والعديد من الجرحى.
– 31مارس سنة 1956، أقدمت فرق من حزب الاستقلال على تصفية الدكتور عمر الإدريسي، رميا بالرصاص، مكان المستهدف الحقيقي الذي هو الدكتور عبد الهادي مسواك، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي المغربي.
– ربيع سنة 1956، حين أقدم أعضاء من حزب الشورى والاستقلال، متحالفون مع منظمة «الهلال الأسود»، على تنفيذ عدة اغتيالات وتصفيات استهدفت عناصر من حزب الاستقلال في مدينة أزيلال، ومثلوا بالجثث بعدما علقوها على جذوع الأشجار… وغيرها كثير.
ويلخص هذه الحالة الدموية الأستاذ المهدي المومني التجكاني في كتابه: (دار بريشة أو قصة مختطف): فقد بدأت حملة الحزب الذي يقول «المغرب لنا لا لغيرنا» في يناير 1956 بمذبحة سوق أربعاء الغرب، ثم اغتيال الأستاذ عبد الواحد العراقي في باب الخوخة بفاس في أبريل 1956، ثم اغتيال المقاوم محمد الشرقاوي، ثم اختطاف عبد السلام الطود، وعبد القادر برادة، وإبراهيم الوزاني بتطوان في يونيو 1965. (دار بريشة، ص:9-10).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *