لماذا اخترنا هذا الملف؟
اخترنا هذا الملف كي نسلط الضوء على دلالات وأبعاد الحملة الغربية الجديدة التي حشدت من أجلها أمريكا أربعين دولة تمتلك جيوشا جرارة لمواجهة عصابة قوامها بضعة آلاف من المقاتلين المنتشرين في الموصل وصحراء الأنبار بالعراق، ومناطق محدودة في سورية.
اخترنا هذا الملف كي نحذر كل غيور من أن ينساق وراء مشروع غربي تخريبي، ظاهره محاربة التطرف وباطنه تقسيم جديد للمنطقة، وتقتيل لأبنائها، واستنزاف لثرواتها ومقدراتها.
اخترنا هذا الملف كي ننبه على خطورة الغلو والتطرف في كل تجلياته، ونركز على أنواع من التطرف خطيرة جدا مسكوت عنها؛ ولا يعمل الإعلام غالبا على التعريف بها.
اخترنا هذا الملف لأن الغلو والتطرف منزلق عقدي وفكري خطير جدا، لا يقبل المزايدات السياسية والخلافات الأيديولوجية الضيقة.
اخترنا هذا الملف كي نؤكد أن الحكومات إن لم تراجع طرق تعاطيها مع أسباب الغلو فإن خطره سيستمر، ومواجهته بعد كل مرحلة ستكون أصعب وأخطر..
اخترنا هذا الملف لنقول إن التعامل مع ملف «داعش» وظاهرة الغلو والتطرف عموما يجب أن يتم في إطار فكري وعلمي توعوي وليس فقط من خلال المقاربة الأمنية.
اخترنا هذا الملف لنبين أن الدولة ما لم تمكن للعلماء الربانيين والدعاة الصادقين المؤهلين، وترفع يد الحيف عن (الحقل) الديني بلا إفراط ولا تفريط، وتدعم مؤسسات العمل الخيري ومراكز دور القرآن وتدريس العلم وتنشئة الشباب على المكارم الدينية والمثل العليا التي تحمي الفرد والمجتمع؛ فإن الغلو والتطرف سيجد مجالا خصبا لينمو؛ وبيئة مواتية ليترعرع.