وتستمر محاربة العفة.. ويستمر الهجوم على الحجاب..

استمر هذه السنة الهجوم على المرأة المغربية المرتدية للحايك والنقاب، ولازالت منابر وجهات تحارب هذا النوع من اللباس وتنعت مرتدياته بأقذع الأوصاف، وكل ذلك من أجل تنفير المرأة عن هذا اللباس الشرعي.
فالرمزية التي يتميز بها النقاب؛ والاحترام الكبير الذي تحظى به جل المنتقبات؛ لم تجد منابر إعلامية متطرفة طريقة لتعبر بها عن كبتها، وتنفس به عن غيظها، سوى أكثر الطرق خسة وحقارة؛ وذلك بتحريض المنحرفين بطريقة مباشرة وغير مباشرة على التجرؤ على المنتقبات، وبأن كل ممنوع عن الرجال مرغوب فيه، وأن وراء النقاب توجد امرأة أخرى غير التي تخطر لك على البال.
فخلافهم حقيقة ليس مع النقاب أو غيره من شعائر الإسلام وخصوصيَّاته وإنما مع الهوية الإسلامية في ذاتها.
ولا شك أن الناظر إلى حال مجتمعنا اليوم بحال التمحيص، يدرك أهداف ومرامي الحرب على الحجاب بصفة عامة، وعلى النقاب بصفة خاصة، ومقاصد العلمانيين وراء تجنيد جنودهم ومنابرهم للتشهير والتنكيت والاستهزاء بهذه الشعيرة الدينية، حتى أصبح عندهم لباس أمهات المؤمنين يوصف بالغلو والتطرف!!
فلماذا يثير هذا اللباس البغضاء في قلوب العلمانيين؟
لماذا لا توجه الحرب في بلد دينه الرسمي الإسلام ضد العري والتبرج الدخيل؟
أين هي الحرية الفردية التي يصمون بها آذاننا صباح مساء؟
أين هي شعارات حقوق الإنسان؟ أم أنها حكر على من تتبنى فكرهم ونظرياتهم فقط من صاحبات الأخدان؟!
المفارقة الكبيرة في موضوع النقاب والتي تبعث على وضع أكثر من علامة استفهام، ما تقوم به معظم المنابر الإعلامية؛ من خلال إصرارها على تطبيع العري والفاحشة في المجتمع بكل الوسائل المتاحة، القانونية وغير القانونية، مقابل محاربة كل مظاهر الحشمة والوقار والعفة، ووسم أصحابها بما هم منه براء، غير عابئة تماما بما يسببه نشر مثل هذه الأفكار والقيم والتطبيع معها من انحرافات سلوكية وآفات اجتماعية وأضرار صحية..
وكان حق هذه المنابر -إن كانت فعلا تدعي أنها تخدم الشأن العام ومصلحة البلد وتحاول معالجة مختلف الظواهر الاجتماعية السائدة- أن تعالج الظواهر الشاذة المنتشرة داخل مجتمعنا انطلاقا من مرجعيتنا كبلد مسلم دينه الإسلام، لا أن تتبنى الطرح العلماني وتؤمن بالفكر الغربي إلى درجة اليقين، ثم تدعي بعد ذلك أنها تغار على الهوية والدين، وتخشى على البلد من كل فكر دخيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *