لم تكن الندوة الدولية “الصحافة بين الإخبار والتشهير” التي نظمتها نهاية يناير 2017 العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أولى الندوات التي ركزت على خطاب الحق والكراهية، إذ نظمت بين 6 و7 من دجنبر 2017 وزارة الدولة المكلفة بحقوق الإنسان، بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ندوة دولية بشأن حظر الدعوة إلى الكراهية، التي تشكل تحريضا على التمييز أو العداوة أو العنف.
خطاب الكراهية لا يمكن حصره اليوم في طرف معين دون الآخر، فكلّ يعتبر الطرف الآخر يحرض على الحقد والكراهية، من أجل ذلك يتعين تحديد مفهوم واضح للكراهية، والبحث عمن يدفع في اتجاه وصف طرف ما بأنه يروج لخطاب الحقد والكراهية، وما الأهداف التي يرومها من وراء ذلك؟
المسلمون في العالم كله هم من يعانون من الكراهية، بل من الإبادة في أبشع صورها، وهم المطالبون فقط بنبذ ثقافة الحقد والكراهية، والملزمون بمراجعة تراثهم ومقرراتهم الدراسية.
فبالنسبة للموقف من الآخر سواء تعلق الأمر بغير المسلم أو علاقة الرجل بالمرأة الأجنبية في الإسلام أو غير ذلك، قد يعتبرهما بعض الغربيين والمنتسبين للعلمانية تطرفا وإقصاء..، لكن إذا انتقلنا إلى الديانة اليهودية أو النصرانية فالأمر سواء، فاليهودي يرفض السلام على الأجنبية من منطلق ديني، والنصراني يكفر من يرفض عقيدة التثليث ويحكم عليه بالخلود في النار من معتقد ديني، وهكذا..
خلاصة الأمر فكل يدافع عن عقيدته وجماعته بطريقته وأسلوبه، ونحن في هذا الملف سنحاول أن نسلط الضوء على جوانب من الإقصاء وإذكاء روح الحقد والكراهية في مجالات السياسة والثقافة والفكر والإعلام، وسنقتصر على حوادث ووقائع عرفتها سنة 2017 فقط، حتى نحدد منسوب الحقد والكراهية في الخطاب العلماني، وكيف دبر المنتمون لهذه المرجعية خلافهم مع الآخر.