لماذا اخترنا الملف؟

أكيد أن الحادث الذي تعرضت له الجريدة الساخرة «شارلي إيبدو»؛ والذي ذهب ضحيته 12 شخصا، سيكون له وقع كبير ومؤثر على مجريات الأحداث وما يستقبل من الأيام لا في فرنسا وحدها؛ ولكن في القارة العجوز بأسرها.
فالمتضرر الأبرز من هذه الأحداث هي الجالية المسلمة في فرنسا؛ التي تعاني العديد من المشاكل، والمستهدف الأكبر هو المد الإسلامي الذي ينتشر كالنار في الهشيم في أوروبا، والذي عجزت كل المحاولات عن صده أو التقليل من حده.
فالإسلام ينتشر في السلم والأمن، وحين تتوفر بيئة من هذا الشكل فإن الإسلام لا يستطيع أحد إيقافه؛ رغم ما تعانيه الدول المسلمة من مشاكل وجهل وتخلف وتبعية.
«شارلي إيبدو» لا شك أنها أهانت المسلمين في نبيهم وشريعتهم؛ وبيَّأت لخطاب الحقد والكراهية، لكن اغتيال صحفييها لا يخدم الدعوة الإسلامية في أوروبا وغيرها، بل يخدم مشاريع الغرب عموما وفرنسا خصوصا؛ وقد بدأت اليوم في تشريع قوانين للتضييق على الحريات واضطهاد المسلمين.
وقد اعتبر أحد المحللين للمشهد السياسي أن هناك من يحاول استنساخ سبتمبر فرنسية لتمرير مشاريع عسكرية معدة مسبقا، على اعتبار أن الوقائع والأحداث المتعلقة بهذه الواقعة مشكك في مصداقيتها، وتبعث على الريبة والشك ووضع أكثر من علامة استفهام.
وأرجع الكاتب والمفكر الفرنسي جاكوب كوهين الهجمات على باريس إلى أن فرنسا تعتبر حليفة لـ«إسرائيل»، إضافة إلى سيطرة اللوبي الصهيوني اليهودي على مقاليد الأمور في فرنسا. وأكد على أن هذا اللوبي لا يريد أن يعطى المسلمون حقوقهم، ولا يمكن أن تتغير السياسات الفرنسية إلا في حال اندلاع موجات رفض عارمة في كل أنحاء البلاد.
وقال جاكوب كوهين: إن الجالية المسلمة ظلت تتعرض للاضطهاد والتمييز منذ ثلاثين عامًا، وهي تدرك أن اللوبي الصهيوني اليهودي يسيطر على الإعلام في فرنسا.
هذا وقد تبنَّى، بعد مرور أسبوع عن العملية، تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الهجوم على صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية الساخرة، مؤكدا أنه نفذ بأمر من زعيم الشبكة أيمن الظواهري ثأرا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال المتحدث باسم التنظيم ناصر بن علي الآنسي في رسالة مصورة نشرت عبر الإنترنت تحت عنوان «ثأرا لرسول الله، رسالة بشأن غزوة باريس المباركة»: «إننا في تنظيم قاعدة الجهاد نتبنى هذه العملية ثأرا لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم».
وحتى نجلي الصورة حول هذا الحادث وما يستتبعه من أحداث ووقائع اخترنا فتح هذا الملف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *