بعد اﻻفتتاح بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها الشيخ لحبيب وليف، جاءت كلمة رئيس الجمعية المنظمة الشيخ الأستاذ محمد الساخي رحبّ فيها بالحضور والمشايخ وكل المتعاونين على إنجاح الندوة من سلطة محلية وإدارية وأمنية وأفرادا متعاونين.
بعدها أعطى مقدم الندوة الشيخ عبد العزيز المسلك الكلمة للشيخ اﻷستاذ محمد الحسن الشرقاوي لتقديم المحور اﻷول حول “التكفير التاريخ والنشأة”، وذكر أنهم ظهروا في زمان النبي صلى الله عليه وسلم مع ذو الخويصرة في القصة المشهورة التي اتهم فيها النبي صلى الله عليه وسلم بعدم العدل، وبرزوا بشكل كبير مع خلافة علي، وتطوروا مع الوقت ليشكلوا فئة لها شوكة فعاتوا في الأرض فسادا؛ قتلا وسفكا وتكفيرا حتى أنهم قتلوا كل من مدح عليا بعد حادثة التحكيم في القتال الذي وقع بين علي ومعاوية رضي الله عنهما، وأنهم قتلوا من الصحابة عبد الله بن خباب بن الأرث وبقروا بطن ساريته، فجمع علي بن ابي طالب الأمر على مقاتلتهم في معركة النهراوين.
ثم عرج المتدخل على بعض المعتقدات لدى هذه الطائفة وعلى رأسها التكفير بالكبيرة، وأنهم يرون جواز الزواج من بنت الإبن، وأن الحائض تقضي الصلاة، وأنهم ينكرون وجود سورة يوسف في القرآن إلى غير ذلك، محذرا من انتشار هذا الفكر في الزمن المعاصر والذي تمثله طوائف على رأسها ما يسمى اليوم بداعش.
المداخلة الثانية تناولها الشيخ محمد الفرعني في موضوع “جهود العلماء في محاربة ظاهرة التكفير”، بدأها المتدخل ببشارة النبي صلى الله عليه وسلم حول الخوارج، وأنهم ﻻ تقوم لهم راية، ثم ثنى بخطورة التجرؤ على التكفير وأن التكفير حق لله كما قرر جمهور العلماء.
وأن العلماء كانوا أشد حذرا من هذا الموضوع لإدراكهم لخطورته، بخلاف الأغرار حدثاء الأسنان، أصحاب الطيش الشبابي المبتعدين عن نهج العلماء الربانيين الذين يدركون مغزى قوله عليه السلام: “من قال لأخيه يا كافر فقد باء به أحدهما”.
وقد نبه المتدخل أيضا إلى أن للتكفير الذي هو حق الله ورسوله ضوابط ينبغي أن يعلمها كل طالب علم؛ وأساسها أن من ثبت إسلامه ﻻ يخرج منه إلا بيقين وحجة قاطعة يسلم بها الشخص الذي صدر منه ما هو كفر شرعا، مستعرضا كلام العلماء في ذلك كابن تيمية وابن القيم والباقلاني والغزالي.
وقد بين الشيخ أبو يونس بعض أسباب انتشار هذه الآفة بين الشباب منها سيادة الجهل وقلة العلماء والتضييق على الربانيين منهم وإغلاق مراكزهم مما فتح الباب لتصدر أنصاف العلماء.
بالإضافة إلى عدم الأخذ على أيدي المسيئين لشريعة الإسلام والذي يتسببون في تولد ردات فعل الشباب المتحمس.
وفي المداخلة الأخيرة كانت الكلمة للشيخ الأستاذ عبد القادر دراري والذي تكلم عن ورع العلماء وعدم تجرؤهم على تكفير مسلم، وضرب لذلك مثالا بقصة عن أبي المعالي الجويني إمام الحرمين.
ثم ركز بعدها على جهود الشيخ الدكتور محمد بن عبد الرحمان المغراوي في محاربة التكفير وتربية الطلبة وعموم رواد دور القرآن على الاعتدال ونبذ التطرف، وأنه كانت له جهود مشكورة يقر بها القريب والبعيد، وأنه لم يخرج عن منهج السلف في فهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد أسس لهذا الغرض جمعية سماها جمعية “الدعوة إلى القرآن والسنة”.
وبيّن بالدليل براءته مما ينسبه إليه فئة من الجهلة المتهورين سليطي اللسان من الذين اختصوا بالثلب في العلماء والطعن فيهم بما ليس فيهم.
وختم كلمته ببيان خطورة هذه الفئة على شرع الله، وأن هدفها هو إسقاط العلماء، وكسر حاجز الثقة بينهم وبين الشاب.
وفي الختام رفعت برقية ولاء لصاحب الجلالة تلاها رئيس اللجنة المنظمة؛ ثم انفض الجمع الذي كان حاشدا، وعرف حضورا مكثفا من مدينة مراكش وأحوازها بعد أداء صلاة المغرب والعشاء.