الحرية الجنسية من مقدسات المواثيق الغربية

الإجراءات التي نصت عليها المؤتمرات التي تعنى بالمرأة حول الدعوة إلى الحرية الجنسية إجراءات كثيرة ومنتشرة في أكثر من فصل، وفي أكثر من موضع، بل وفي أكثر من مؤتمر -سواء ما يتعلق منها بمؤتمرات المرأة، أو السكان، أو التنمية الاجتماعية، أو البيئة، وجميعها تؤكد على مبدأ الحرية الجنسية -غير المنضبطة بضابط الشرع-، لجميع البشر -وخاصة المراهقين والمراهقات-.
فمن هذه الإجراءات:
– الدعوة إلى تقديم الدعم المالي للوالدين غير المتزوجين خلال الفترة التي تسبق أو تلي ميلاد طفل، وكذلك مساعدتهما للحصول على سكن مناسب.
ومنها: دعوة الحكومات لأن تسهل على الأزواج والأفراد تحمل المسؤولية عن صحتهم الإنجابية والجنسية، وذلك بإزالة ما لا لزوم له من العوائق القانونية، والطبية، والسريرية، والتنظيمية.
ومنها: الدعوة إلى أن تشمل حقوق الإنسان للمرأة حقها في التحكم بحياتها الجنسية، دون إكراه، أو تمييز، أو عنف، أو تدخل من أي إنسان كان حتى ولو كان ولي أمرها كوالدها أو زوجها، وغيرهما ممن له ولاية عليها.
ومنها: الدعوة إلى حصول المراهقات على المعلومات والخدمات فيما يتعلق بالصحة الجنسية، واعتبار حقهن في الخصوصية، والسرية، والموافقة المستنيرة!!
ومنها: مطالبة القادة السياسيين والمحليين بإضفاء الشرعية على خدمات الصحة الإنجابية -ومنها الصحة الجنسية-، وتوفير مناخ مناسب لهذه الخدمات.
وغير ذلك من الإجراءات التي تدعو من خلالها هذه المؤتمرات -في حقيقة الأمر- إلى محاولة نشر الفحشاء والرذيلة بين جميع الدول والمجتمعات البشرية -وخاصة المجتمعات الإسلامية-، التي لم تنتشر فيها هذه الأوساخ الأخلاقية على نطاق واسع -كما هو حال المجتمعات الغربية-.
كما أن الحرية الجنسية تعتبر -في هذه الإجراءات- أمرا مسلما به، ومن حقوق الإنسان، بل ومن الحرية الشخصية التي لا يجوز لأحد أن يتدخل فيها، ما دام أن الأمر ليس فيه تعد على حقوق الآخرين!
والله تعالى يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.
ويقول عز وجل: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا}.
ويقول سبحانه وتعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}.
فلا يعني اقتران (التسيب الجنسي) بكلمة (الحرية) أنه سيصير مقبولاً ومستساغاً داخل مجتمعنا، فلا أحد يقف ضد الحرية، أو يمنع تمتع الناس بها، وتنسم عبيرها، لكن الإسلام كان أكثر وضوحاً وشمولية من كل فلسفة مادية أو مذهب وضعي، حيث أعطى الحرية وقيدها بالفضيلة حتى لا ينحرف الناس، وبالعدل حتى لا يجوروا، وبالحق حتى لا ينزلقوا مع الهوى، وبالخير والإيثار حتى لا تستبد بهم الأنانية، وبالبعد عن الضرر حتى لا تستشري فيهم غرائز الشر. كما قال الإمام السخاوي – رحمه الله .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *