التنصير عبر الإنترنت وغرف الدردشة

المغرب مستهدف بمجموعة من المواقع التنصيرية التي تعمل على إيصال رسالتها إلى الشعب المغربي باللغة الدارجة والأمازيغية، وتعمل على نشر أناجيل لوقا ومرقص وسفر التكوين بالدارجة المغربية أيضا، إضافة إلى دروس ومواعظ وكتيبات تهدف إلى تنصير المغاربة وتحويلهم عن دينهم

مع ظهور الإنترنت، أصبحت الشبكة العنكبوتية هي “الدجاجة التي تبيض للمنصرين ذهباً”، فلم تعد هناك عوائق أمام وصولهم للشباب المسلم في أي مكان؛ وبدأت منظمات التنصير بالتفكير في استغلال هذه الشبكة لتنصير العالم، فقامت بإنشاء ما يُسمَّى “اتحاد التنصير عبر الإنترنت”، الذي يعقد مؤتمراً سنوياً عاماً يحضره ممثّلو الإرساليات التنصيرية.

وقد أثمر هذا النشاط التنصيري من خلال شبكة الإنترنت آلاف المواقع التنصيرية التي يفوق عددها عدد المواقع الإسلامية بعشرات المرات، فالإحصاءات تؤكد أن عدد المواقع التنصيرية يزيد على المواقع الإسلامية بنسبة 1200%، كما أن من أخطر وسائلهم على شبكة الإنترنت استغلالهم لغرف الـ”بال توك”، فقد أنشؤوا غرفاً يتحادثون فيها، ويطعنون علانية من خلالها في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد اعترف العديد ممن تنصّروا في بلدان مختلفة، أو ممن انزلقوا ثم عادوا للهداية، بأن غرف الـ”بال توك”PalTalk التي يُشرِف عليها كبار الكهنة المنصّرين الحاقدين مثل “زكريا بطرس” وغيره، لعبت دورا خطيراً في زعزعة إيمانهم، وأن المنصّرين كانوا يطرحون تساؤلات تدعوهم للتشكيك في دينهم، ومع جهلهم كانوا إما يخرجون من دينهم وإما يتنصّرون!
ففي حوار مع المنصّر المصري الحاقد والمغرض “زكريا بطرس” مع موقع (محاور) التنصيري سأله المحاور: “ما رأي قداستك في وسائل الإعلام المسيحية (النصرانية) وكيفية تدعيمها من وجهة نظرك (فيما يخص التنصير)؟”، فرد عليه بطرس قائلاً: “الرب عامل حاجات (بمعني سخّر أشياء) ما كانت تخطر على البال، يعني أنا في يوم من الأيام تمنيت أن أذهب إلى السعودية كي أخدم (يقصد ينصّر)، فجهّزت جواز سفر به صورة لي من غير العِمّة (غطاء الرأس الكهنوتي)، ولم أكتب اسمي فيه مسبوقاً بـ(القمص) بل كتبت زكريا بطرس بدون ألقاب، وحاولت مراراً أن أسافر إلى السعودية كي أغزو المكان ولكن لم أتمكن من ذلك!”
وأضاف: “فلما جاءت التكنولوجيا وعملوا “البال توك” دخلنا السعودية، بل دخلنا إلى قلب (مكّة)، و(المدينة غير المنوّرة) -كما يقول عامله الله بما يستحق-.. ولنا ناس مؤمنون في مكة، فهناك مسيحي (نصراني) سعودي على الـ”بال توك”، وقد جلست أحاور شيخاً أستاذاً في جامعة فيصل في مكّة لمدة يومين على الـ”بال توك”…إلخ..
والمغرب بدوره مستهدف بمجموعة من المواقع التنصيرية التي تعمل على إيصال رسالتها إلى الشعب المغربي باللغة الدارجة والأمازيغية، وتعمل على نشر أناجيل لوقا ومرقص وسفر التكوين بالدارجة المغربية أيضا، إضافة إلى دروس ومواعظ وكتيبات تهدف إلى تنصير المغاربة وتحويلهم عن دينهم.
تتجلى خطورة هذه الوسيلة على أبنائنا ممَّن يُقبِلون بشدة على الإنترنت، أنها تقتحم منازلهم وترسل لهم مطبوعاتٍ وأفكاراً ورسائلَ تُفرَض على بريدهم فرضاً، وتستعمل في سبيل ذلك أساليب قذرة، مثل: الحديث في أمور جنسية، أو استدراج الشباب عبر رسائل وهمية يدركون لاحقاً أنها تنصيرية، وللإشارة فقط فإن هذه المواقع يشارك فيها مجموعة من الشباب المغربي ومن كافة المدن الوطنية.
ثم إن بعض الجمعيات التنصيرية تتبع أساليب أكثر كذباً وتضليلاً عبر إرسال رسائل للشباب والمنظمات والصحفيين في صورة بيانات تزعم تنامي الوجود النصراني في العالم العربي، وزيادة أعداد النصارى، كما تهاجم بعنف ما تزعم أنه اضطهاد للأقليات وللنصارى في العالم العربي.
إن المنصّرين يستخدمون وسائل الإنترنت المتعدّدة (رسائل، مجموعات بريدية، مواقع، منتديات، غرف دردشة، الـ”بال توك”، “Msn”،”Skype”.. وغيرها) كي يختفوا وراءها؛ فلا يتعرّضون لأيّ مساءلة قانونية أو أذى، فهي توفّر عليهم وتجنّبهم المواجهة والحوار الحقيقي، بل وتسمح لهم بانتقاء زبائنهم من الشباب الذي لا يعرف دينه (ويطردون من غرف الدردشة مَنْ يرون أنه قادر على إفحامهم ودحض حججهم)، وهناك توسّع كبير متنامٍٍ في هذا الصدد.
ولم يعد المنصّرون في حاجة إلى الكنائس الواقعية لممارسة أنشطتهم التنصيرية، لأنهم يبنون كنائس غيرها “افتراضية” على شبكة الإنترنت، تشبه الكنائس الحقيقية في صورها وزخارفها وقساوستها، وخطبهم ومواعظهم وسمومهم، التي تشكّك في عقيدة الإسلام، ما يتطلب يقظة أكبر من المسؤولين، وتركيزاً أكثر على الوسائل التكنولوجية، والعمل على حجب مثل هذه المواقع التي تتهدد عقيدة إخواننا وأبنائنا المسلمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *