لعل أهم ما ميز هذا الموسم الانتخابي، هو وجود حزب بمرجعية إسلامية على رأس الحكومة، ودخول فاعلين إسلاميين جدد، غمار المنافسة، ومنع آخرين. وهو ما جعل الجهات المعادية للتوجهات الإسلامية في البلاد تخوض حربا شرسة شعواء، لشيطنة الإسلاميين عموما، والمتنافسين منهم على المقاعد على وجه الخصوص، وذلك باستهداف أشخاصهم حينا، واستهداف مرجعيتهم الإسلامية أحايين كثيرة.
في هذا الملف اخترنا أن نسلط الضوء على تلك الشيطنة، وذلك الاستهداف، للإسلاميين عموما ولمرجعيتهم التي هي مرجعية الشعب المغربي لقرون. دون أن نغفل تنبيه الفاعلين الجدد على منزلقات واندفاع وحماس، قد يضر أكثر مما ينفع.
ولم يفتنا في الملف أن نعرج على ردود فعل بعض العلمانيين، خاصة تلك التي عبروا عنها من خلال تصريحات أو تدوينات، عقب إعلان فوز حزب العدالة والتنمية، عن حنقهم وسخطهم على هذه النتيجة، صابين جام غضبهم على مخالفيهم، وهو ما يظهر حقيقة القوم، المناقضة لدعواتهم وشعاراتهم، في قبول الاختلاف والرأي الآخر، والاحتكام لصناديق الاقتراع، واحترام إرادة الشعب، ليتبين أن ذلك كله مجرد قناع، تخفي وراءه الطغمة العلمانية تغولها، وتخفي بشعارات الديمقراطية استبدادها.