قتل موشان الدكتور الجسوس في يوم 22/3/1907م بتحريض من الألمان، الشيء الدفع بفرنسا أن تحتل وجدة بعد ذلك بأيام قلائل يوم 26/3/1907م، وكما صرح “بيشو” وزير خارجية فرنسا وقتها حيث قال: إن موشان “المسكين” أدى خدمة كبيرة لعمل فرنسا في المغرب، وذلك بعد ما قرر مجلس الوزراء احتلال مدينة وجدة.
وأعلنت الحكومة أن هذا الاحتلال مؤقت وأنه سينتهي عند إجابة المخزن على مطالب فرنسا التالية:
1ـ عزل باشا مراكش عبد السلام الورزازي وإحضاره إلى مدينة طنجة وسجنه فيها حتى يثبت التحقيق ما إذا كان مسؤولا أو لا.
2ـ إجراء تحقيق في مراكش يقوم به قنصل فرنسا على أن تسهل له السلطات المغربية القيام بهذه المهمة.
3ـ معاقبة الجناة.
4ـ دفع غرامة لعائلة القتيل وتعويض لفرنسا نظرا للصفة الرسمية التي كان يتمتع بها القتيل.
5ـ تنفيذ التدابير التي طالبت بها فرنسا.
6ـ تطبيق اتفاقية الحدود سنة 1901-1902م.
7ـ تنظيم البوليس الذي نص عليه ميثاق الجزيرة الخضراء فورا، وذلك بإعطاء وزير الحرب كباص المعروف “الجباص” السلطات اللازمة لهذا الغرض، “ونظرا لخدماته لفرنسا ستنصبه صدرا للوزراء بعد فرض الحماية مباشرة”.
8ـ استدعاء مولاي إدريس مبعوث الحكومة المغربية في منطقة الأدرار الذي تعتبره فرنسا مسؤولا عن التحريض ضد فرنسا في موريطانيا والأدرار.
9ـ التوقف عن إمداد ماء العينين بالأسلحة.
كل هذا التضييق على السلطان وإذلال الدولة ثم إظهارها بمظهر العاجز أمام الشعب الذي أخذ يتحرك هنا وهناك، خصوصا قبيلة الرحامنة وجماعة من الوطنيين بمدينة مراكش يتقدمهم أحمد بن المواز رحمه الله وكذا أهل الشاوية وعرب سطات وناحية الدار البيضاء التي هي الأخرى ستعرف من أنواع التحرش ما سينتهي باحتلالها في 30 يونيو 1907م واتهام أبو بكر ين بوزيد السلاوي الذي نقل قهرا إلى الجزائر.
كان هذا الضغط وتلك الاعتداءات على مرأى ومسمع من دول أوربا التي لم يجف بعد مداد توقيعها على معاهدة الجزيرة، بل رضيت ولم تحرك ساكنا ورغم ذلك فإن السلطان عبد العزيز لم يباشر المسألة مع الفرنسيين، وإنما باشرها عبد الكريم بن سليمان من وراء ظهر السلطان، كما تدلنا وثائق المراسلات المتبادلة بين ابن سليمان والحكومة الفرنسية في 2-20 أبريل و7-13-28 ماي 1907 وأن هذه الرسائل وما رافقها من ظروف إنما هي من صنع الطغمة الفاسدة التي منها ابن سليمان، والعباس الفاسي، وعبد الله الفاسي، ومحمد المقري، وعمر التازي الأقرع، والمهدي بن العربي لمنبهي، وغيرهم.