بعد “لشكر” يومية “العماري” تعلق فشل البام على دموع بنكيران ع.م

بعد تعليق الاتحاد الاشتراكي خيبته في استحقاقات 07 أكتوبر على شماعة التصويت يوم الجمعة الذي يستغل دينيا في الانتخابات، خرجت يومية “آخر ساعة” التي يملكها “آل العماري” لترجع أسباب فوز العدالة التنمية بالمرتبة الأولى إلى دموع بنكيران!
“خمسة أيام دموع كانت كافية لربح خمس سنوات حكم”، هذا هو عنوان المقال الذي أدرج على الصفحة الأولى من اليومية المذكورة في عدد يوم الثلاثاء 11 أكتوبر 2016، وأعيد نشره مرة أخرى الأربعاء الموالي في الصفحة الثالثة، بعدما أن وقع خطأ في المقال، فبالنسبة لهذا المنبر الذي يسوق للمشروع السياسي والأيديولوجي لـ”البام” فخمس أيام من الدموع في التجمعات كانت كافية لاستدرار العطف وتحريك المشاعر بـ”قال الله قال الرسول” ليكون للإخوان المسلمين ما أرادوا من الأصوات.
فالذين صوتوا للعدالة والتنمية -بالنسبة لهذا المنبر المثير للجدل- صوتوا على عقيدة وليس على حزب، لأنه “أدخل في أدمغتهم أن التصويت لهؤلاء تقرب إلى الله وصدقة جارية”.
ولم يفت المنبر الذي أنشأه إلياس العمري أن يتهم الأئمة والخطباء بالتأثير في الرأي العام، حيث ادعى أن الفتاوى التي يصدرها أئمة وخطباء ورجال دين تكفيريون ليس في المساجد وحسب بل في الشبكة العنكبوتية والحمامات والأسواق أيضا كانت مؤثرة في الرأي العام الذي وعِد “أن من صوت لحزب إسلاموي فمصيره الجنة ومرضات الله والرسول والملائكة” ومن لم يصوت له فمصيره “عذاب مكين يصلاه في نار في الجحيم”!!!
هذا وقد أصاب اليومية المذكورة حنق كبير لسبب خطير وهو أن المجتمع المغربي “يتجه نحو الرجعية والتقليد والمحافظة”، والسبب في ذلك وفق “آخر ساعة” هي الحكومة الإخوان المسلمين التي تستميلهم قسرا إلى قيم دخيلة عليهم.
فـ”آخر ساعة” يومية غيورة على القيم الوطنية والثوابت الدينية من أجل ذلك فهي تدافع باستماتة كبيرة عن إبعاد الدين عن كافة مناحي الحياة وتناصب العداء لا لمن تسميهم بالإخوان المسلمين فحسب بل لكل الحركات الإسلامية والعلماء والخطباء والدعاة.
فعاد جدا أن تقود السطحية في تحليل المشهد السياسي والإغراق في العداء العقدي والأيديولوجي المنبر المذكور إلى هذه النتائج السخيفة التي تجعله بعيدا عن إدراك أسباب خيباته المتكررة، وفي منأى عن الوقوف على الأسباب الحقيقية وراء عدم اقتناع المغاربة بالمشروع “الحداثي” الذي يسوقه البام والمنابر المطبلة والمسوقة لطرحه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *