الإجماع على صحة ما في ورد الصحيحين

نقل الإجماع جماعة كبيرة من العلماء، منهم إمام الحرمين الجويني والحافظ بن طاهر المقدسي وغيرهما.
قال الحافظ بن حجر في “النكت على ابن الصلاح”: (وقد سبق ابن طاهر جماعة من المحدثين كأبي بكر الجوزقي وأبي عبيد الله الحميدي بل نقله ابن تيمية عن أهل الحديث قاطبة) أ.هـ بتصرف.
1- قال شيخ الإسلام كما في “مجموع الفتاوى” (18/17): (ومن الصحيح ما تلقاه بالقبول والتصديق أهل العلم بالحديث كجمهور أحاديث البخاري ومسلم فإن جميع أهل العلم بالحديث يجزمون بصحة جمهور أحاديث الكتابين، وسائر الناس تبع لهم في معرفة الحديث، فإجماع أهل العلم بالحديث على أن هذا الخبر صدق كإجماع الفقهاء على أن هذا الفعل حلال أو حرام أو واجب، وإذا أجمع أهل العلم على شيء فسائر الأمة تبع لهم فإجماعهم معصوم لا يجوز أن يجمعوا على خطأ).
2- وقال الحافظ أبو نصر السجزي: (أجمع أهل العلم الفقهاء وغيرهم على أن رجلاً لو حلف بالطلاق أن جميع ما في كتاب البخاري مما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم قاله لا شك فيه أنه لا يحنث والمرأة بحالها في حبالته).
3- وقال أبو إسحاق الأسفراييني كما في “فتح المغيث” للسخاوي: (وأهل الصنعة مجمعون على أن الأخبار التي اشتمل عليها الصحيحان مقطوع بصحة أصولها ومتونها).
4- وقال النووي في “شرح مسلم”: (اتفق العلماء رحمهم الله على أن أصحَّ الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان البخاري ومسلم وتلقتهما الأمة بالقبول).
وقال النووي رحمه الله “شرح صحيح البخاري”: (واعلم أن الأمة اجتمعت على صحة هذين الكتابين) اهـ.
5- وقال ابن القيسراني: (أجمع المسلمون على قبول ما أخرج في “الصحيحين” لأبي عبد الله البخاري، ولأبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، أو ما كان على شرطهما ولم يخرجاه).
وقال أبو عمرو ابن الصلاح في “علوم الحديث”: (إن ما انفرد به البخاري ومسلم مندرج في قبيل ما يقطع بصحته، لتلقي الأمة كل واحد من كتابيهما بالقبول، على الوجه الذي فصلناه من حالهما فيما سبق، سوى أحرف يسيرة تكلم عليها بعض أهل النقد الحفاظ، كالدارقطني وغيره، وهي معروفة عند أهل هذا الشأن).
ومعنى هذا أن عامة ما في صحيح البخاري صحيح مقطوع به، ليس لأنه من تأليف الإمام البخاري، بل لأن البخاري قد تحرى في كتابه هذا ما لم يكن في كتاب آخر، ولأن علماء السنة قد درسوا هذا الكتاب دراسة وافية على مرّ العصور، وتتبعوا أحاديثه فأيدوا البخاري ووافقوه على هذه الأحاديث بل وشهدوا له بالحفظ والإتقان، فحسب بدليل أن هذه الخصوصية لم تجعل لكتبه الأخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *