هو الحبيب ..

 

 

غيداءُ، رونقُها للوَصلِ مبذولُ
يَسبِي الفؤادَ، بِمِيلِ السحرِ مَكحولُ
فالقلبُ في كَمَدٍ، والصبُّ مقتولُ
إنّي بنُصرةِ خيرِ الخلقِ مشغولُ
إلا لحبٍّ به الغفرانُ مأمولُ
قامتْ بَراهينُ، وانهدَّتْ أباطيلُ
وجحفلُ الشركِ مدحورٌ ومفلولُ
مِن معدلٍ، أو عنِ التّعزيرِ تحويلُ
وهل يخيبُ لَدَى ذِي الجودِ تأميلُ؟
وسيفُ عزَّتِه للحقِّ مَسلولُ
وقولُه مونقٌ، كالقَندِ معسولُ
إذْ حبلُ مُهجتِه باللهِ موصولُ
كأنّه فوقَ هامِ الكونِ إِكليلُ
والشانئُ الأبترُ المغرورُ مخذولُ
وهلْ تُساوي اليَواقيتَ المَثاقيلُ؟
يرجو التّوَى، وهْو بالخذلانِ مشمولُ
إلا انثنى وثوابُ اللهِ مَأمولُ
ما دام يرفع تكبيرُ وتهليلُ
  أتتْ تميسُ، وسِجْفُ الليل مَسدولُ
ترنُو بطَرفٍ، تقدُّ القلبَ طَعنتُه
تفترُّ عن بَرَدٍ، تختالُ في غَيَدٍ
جاءَتْ تُثيرُ جَوى قَلبي، فقلتُ لها:
إليكِ عنّي، فما في القلبِ متَّسَعٌ
حبِّ النبيِّ الذي مِن نور دعوتِه
عَدَا على الكفرِ، فانْجابَتْ غِشاوتُه
هو الحبيبُ الذي ما عنْ مَحَبّتِهِ
هوَ الكريمُ .. سعيدٌ مَن يُؤَمِّلُهُ
هو الشجاعُ ..أذلَّ الكفرَ مَقدَمُه
هو الضحوكُ الذي كالشمسِ بَسمَتُهُ
هو التقيُّ .. تَسامَى في عِبادتِه
فاقَ الوَرَى كلَّهُمْ في سؤددٍ وَسَنا
إنْ سبّهُ حاقدٌ، فاللهُ ناصِرُهُ
أيَرْتَجِي هَجوَهُ مَنْ لا يُكافِئُهُ؟
ما سبّهُ أحدٌ إلا انثَنَى تعِسًا
ولا سعَى مُسلمٌ يومًا بنُصرَتِه
على الحبيبِ صلاةُ اللهِ طيّبةً

د. البشير عصام المراكشي

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *