أثارت تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب -التي أدلى بها في مقابلة الأحد مع صحيفتي “تايمز” البريطانية و”بيلد” الألمانية- انتقادات واسعة في الولايات المتحدة، وقلقا بالغا في أوروبا.
وتناولت تصريحات ترامب ملفات دولية عدة، كان في مقدمتها هجومه الشديد على الاتفاق النووي مع إيران ووصفه له بأنه “واحد من أسوأ الاتفاقات على الإطلاق”.
وفي رده على هذه التصريحات، أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أهمية الاتفاق النووي مع طهران “ونتائجه الملموسة” محذرا الرئيس المقبل من مخاطر إلغاء الاتفاق الذي تدعمه القوى العظمى.
وقال بيان لـ البيت الأبيض إن على الولايات المتحدة أن تتذكر أن هذا الاتفاق كان نتيجة سنوات من العمل ويمثل اتفاقا بين الدول الكبرى وليس فقط الولايات المتحدة وإيران، مضيفا أن الحل الدبلوماسي الذي منع امتلاك طهران لسلاح نووي هو أفضل بكثير من وجود برنامج نووي إيراني غير مقيد.
من جهته، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الاتفاق أنهى تهديدا نوويا كبيرا دون إطلاق طلقة واحدة أو إرسال جندي واحد إلى المعركة، مضيفا أن مجلس الأمن الدولي صادق عليه بالإجماع وحصل على دعم أكثر من مئة دولة.
وكانت ممثلة الاتحاد الأوروبي العليا للأمن والسياسة الخارجية فيديريكا موغيريني أعلنت أن الاتحاد الأوروبي سيلتزم بالاتفاق النووي الإيراني، واصفة إياه بـ “البالغ الأهمية” خصوصا لأمن القارة.
كما أعلن وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون أن بلاده عازمة على مواصلة العمل بالاتفاق النووي الإيراني، مؤكدا أنه “ذو فائدة كبرى” كونه يمنع طهران من امتلاك السلاح النووي.
أوروبا والناتو
وفي السياق ذاته، أثارت تصريحات ترامب التي اعتبر فيها أن حلف شمال الأطلسي “تخطاه الزمن” قلقا بأوروبا، وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير -عقب لقاء مع الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ- إن “الأطلسي” تلقى بقلق تصريحات ترامب.
من جهتها، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل -بعد الانتقادات الحادة لترامب للاتحاد الأوروبي، وإشادته بخروج بريطانيا من هذا الاتحاد- أن مصير الأوروبيين يبقى “في أيديهم”.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت -من بروكسل لدى وصوله لحضور اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد- أن “أفضل رد على مقابلة الرئيس الأميركي هو وحدة الأوروبيين”.
وبعد أن أشاد ترمب بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ووصف سياسة ميركل في مجال الهجرة بأنها “كارثية”، علق كيري بقوله “أعتقد بصراحة تامة أنه كان من غير اللائق لرئيس منتخب للولايات المتحدة أن يتدخل في شؤون دول أخرى بهذه الطريقة المباشرة”.