هكذا تفاعلت العواصم الغربية والجزائر والبوليساريو مع قرار انسحاب المغرب من الكركارات

باريس
رحبت فرنسا بإعلان المغرب انسحابه بشكل أحادي الجانب من منطقة الكركارات، مؤكدة أن الأمر يتعلق بمبادرة مهمة في اتجاه التهدئة، تأخذ بعين الاعتبار استقرار ومصالح المنطقة.
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية “رومان نادال” بأن فرنسا تدعو كافة الاطراف إلى التصرف بمسؤولية، وأن تسحب بدون شروط العناصر المسلحة المتواجدة بالمنطقة، طبقا لاتفاقيات إطلاق النار.
وذكر البلاغ أن فرنسا تجدد دعمها للبحث عن حل عادل ودائم ومقبول من الأطراف لقضية الصحراء، تحت إشراف الأمم المتحدة، طبقا لقرارات مجلس الأمن، وتعتبر أن مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب سنة 2007، تشكل “قاعدة جدية وذات مصداقية” لتسوية هذا النزاع.

مدريد
رحبت حكومة مدريد بإعلان المغرب رسميا، الأحد 26 فبراير، انسحابا أحادي الجانب فوري من منطقة الكركارات.
وأوضح بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإسبانية أن مدريد دعت الأطراف الأخرى للقيام، وبـ”طريقة فورية”، بسحب كافة العناصر من المنطقة المعنية استجابة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة.
وأضاف المصدر ذاته أن الحكومة الإسبانية أعربت عن تأييدها لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة، جميع الأطراف لـ”ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واتخاذ جميع التدابير اللازمة لتجاوز تصعيد التوترات، بشكل يسمح باستئناف الحوار في إطار العملية السياسة التي تقودها الأمم المتحدة”.
وأضاف بلاغ الخارجية الاسبانية أن “الحكومة الإسبانية تأمل في أن تستأنف الاتصالات مستقبلا بمبادرة من الأمين العام للأمم المتحدة من أجل التقدم نحو حل سياسي ودائم ومقبول” من الأطراف لقضية الصحراء.

واشنطن
بدورها أشادت الولايات المتحدة الأمريكية بإعلان المغرب انسحابا أحادي الجانب من منطقة “الكركارات” بالصحراء.
وقالت السفارة الأمريكية بالرباط في بلاغ لها “نشيد بقرار المغرب بالقيام بانسحاب أحادي الجانب لعناصره من المنطقة العازلة الكركارات دعما لطلب الأمين العام للأمم المتحدة”.
وأضافت السفارة أنها أخذت علما بالتصريح الذي صدر عن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الوضعية في منطقة “الكركارات”.
الجزائر
هذا وقد أثار قرار انسحاب المغرب من الكركارات غضب الجزائر، ما دفع رئيسها عبد العزيز بوتفليقة إلى تحميل المجتمع “مسؤوليته في التعجيل بحل قضية الصحراء عبر استفتاء أممي”، مجدداً دعمه لجبهة البوليساريو الانفصالية.
جاء ذلك في رسالة وجهها بوتفليقة إلى رئيس الجبهة، إبراهيم غالي، بمناسبة احتفال التنظيم المستقر في تندوف بما يعتبرها “الذكرى الـ41 لتأسيس الجمهورية العربية الصحراوية من طرف واحد”.
وقال بوتفليقة في رسالته، التي نشرت مضامينها وكالة الأنباء الجزائرية، إن “المجتمع الدولي لزام عليه الاضطلاع بمسؤوليته، والتعجيل بإيجاد الحل لقضيته المشروعة في إطار منظمة الأمم المتحدة، لكي يتسنى للشعب الصحراوي تقرير مصيره”، وفق صياغة المستند.
وأضاف بوتفليقة مخاطبا رئيس جبهة البوليساريو: “أجدد لكم الإعراب عن دعم الجزائر وتأييدها، وأؤكد لكم مواصلة سعيها الدؤوب من أجل مساعدة الشعب الصحراوي على التمكن من حقه في تقرير مصيره، عبر استفتاء حر ونزيه، تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة، تطبيقا للوائح ذات الصلة لمجلس الأمن”.
الجمهورية الوهمية (البوليساريو)
كما صرح إبراهيم غالي الأمين العام لجبهة البوليساريو، في كلمته الافتتاحية لاحتفاليات الذكرى ال41 لتأسيس الجبهة الانفصالية أن “إعلان المغرب سحب جنوده بضعة أمتار من منطقة الكركارت عبر نقطة في جدار الاحتلال تشكل بحد ذاتها انتهاكا لوضع الإقليم ولاتفاق وقف إطلاق النار” الأممي-الإفريقي لسنة 1991، معتبرا أن ذلك “يعد محاولة مكشوفة للمراوغة والمغالطة”، وفق تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *