ردود فعل غاضبة من تصريحات السياسيين المُدينة لحراك الريف

تعليقا على التصريحات التي أدلى بها زعماء أحزاب الأغلبية بخصوص حراك الريف وأنه “يخدم أجندات أجنبية” و”تجاوز المطالب الاجتماعية إلى أغراض انفصالية”، و”تجاوز الخطوط الحمراء”، قال عضو الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، حسن بناجح: “على عادة المخزن في التحضير لأي اعتداء عنيف على حركة من حركات المجتمع، أخرج أمس جوقة النافخين في الفتنة، يتقدمهم رئيس الحكومة، مصطفين يرددون ما طلب منهم بعبارات موحدة تشيطن الحراك الشعبي في الحسيمة، ولا يفهم منها غير شيء واحد وهو شرعنة القمع المرتقب لحراك حافظ شهورا طويلة على سلميته ووقفت الدولة أمامه عاجزة عن التجاوب مع مطالب اجتماعية بسيطة ومشروعة”.
وأضاف القيادي بالجماعة، أن الدولة “لما فشلت في إخماده بأساليب الاحتواء والتدجين وبث الفرقة عادت إلى التحضير للظهور بطبعها العنيف الشرس، وهو ما لا يمكن إلا أن يزيد الأجواء احتقانا، مما يطرح سؤالا جوهريا حول المحركات الحقيقية لمن يدفع في اتجاه تأزيم الأوضاع من الدوائر الرسمية التي لا تصب مطلقا في المصلحة العليا لبلدنا العزيز واستقراره”.
وعبر المحلل السياسي، عمر الشرقاوي، عن رفضه لما وصفه بـ”الركمجة السياسية لحراك الريف”، و”ركوب موجة مطالب اجتماعية محضة ومعقولة يرفعها سكان الريف لتصفية بعض حاطبي ليل، لحساباتهم السياسية الضيقة مع الدولة والوحدة الوطنية”مضيفا، “بنفس المنطق سأرفض الركمجة السياسية للأغلبية الحكومية التي تتوخى تحويل مطالب اجتماعية ترفعها القاعدة الواسعة من المحتجين إلى خطر سياسي يحتاج مواجهته لغطاء سياسي”.
وأكد الشرقاوي، في تدوينة له على حسابه بـ”فيسبوك” أن “مطالب الريف كباقي جهات المغرب، بدأت اجتماعية وينبغي أن تنتهي اجتماعية بعيدا عن أهداف أخرى تمس برمزية وهيبة مؤسسات الدولة حتى تستمر في كسب التأييد الاجتماعي وما على الحكومة لكي تذيب جليد التوتر سوى اتخاذ سياسات عمومية فعالة ومستعجلة، وليس الارتماء في أحضان مواقف سياسية لا تغني ولا تسمن من جوع”.
وتناسلت ردود الأفعال حول التصريحات التي أدلت بها أحزاب الأغلبية حول الوضع بالريف، الزميل الصحافي إبراهيم بيدون دبج تدوينة قال فيها: لا أظن أنه من الحكمة مواجهة حراك شعبي سلمي، بالآلة الحديدية وبالعنف والاحتراب.. بل من الضروري الاستجابة للمطالب المشروعة بتوفير الخدمات الضرورية وعلى رأسها مستشفى يلبي حاجيات مدينة (#الحسيمة) لها امتداد جغرافي كبير ويعاني أهلها من سرطان مخلفات كيماوي الاحتلال الإسباني.. بالإضافة إلى الجامعة التي سيحس فيها الطلبة بأنهم في مدينة مغربية لها من الرعاية والاهتمام ما يجعلهم يفخرون بانتمائهم الريفي الممتد حبا وتعلقا بالأطلس والصحراء وسهول الغرب وكل الوطن.. وأيضا بإقامة مشاريع اقتصادية تحتضن اليد العاملة وتنمي دخلها..
ومن الحكمة جبر خاطر أهل الريف الذين يعتبرون أنفسهم مغضوب عليهم.. وقد ظن المغاربة أن هذا الأمر قد زال بالزيارة الملكية التي كان من المفترض أن تستتبعها مشاريع تنموية ضخمة.. ومن الحكمة أيضا قطع الطريق على ذوي النيات الفاسدة ممن يروجون لفيروس الانفصال (مع العلم أنهم قلة) وكشفهم للمجتمع والتاريخ، وهذا لا يكون بالتخوين للحراك الشعبي السلمي الذي يخاطب الملك باعتباره ملك البلاد، بل بتلبية المطالب والقطع مع سياسات القمع واحتقار المواطن و”#طحن_مو”.. وسياسات الريع التي تستفيد منها شريحة عددها على رؤوس الأصابع مقابل فقر وحاجة عشرات الآلاف..
الصحافية أمل هواري قالت في تدوينة لها: “بأي حق يتهمون حراك الريف بالنزعة الانفصالية!!! هل أصبح كل من يطالب بالشغل والحقوق الاقتصادية والاجتماعية، انفصاليا؟ !!نشطاء الحراك طالبوا بإنهاء “العسكرة”، وهي أحد المظاهر التي قد توحي بأي نزعة انفصالية، هم طالبوا بفك “العزلة” عن الريف، ولم يطالبوا بالانفصال أو الحكم الذاتي، ولكنكم ترفضون الحوار معهم وتتعمدون تمديد الخلاف، لسبب، أنتم تعرفونه جيدا، ومن كان منكم يفتي بأن الريفيين يتبرأوون من مغربيتهم، فليأتوا ببرهانهم إن كانوا صادقين”.
منير أكزناي المعروف بـ”قناص تارجيست”، في رده على اتهام حراك الريف بأنه “تجاوز المطالب الاجتماعية إلى أغراض انفصالية” اعتبر أن “الانفصال هو أن تفصلني عن حقي في التنمية… الانفصال هو أن تفصلني عن باقي المناطق وتعزلني عنها لعدم توفر شبكات طرق محترمة أو لانعدامها، الانفصال هو أن تفصلني عن حلمي في عيش كريم، الانفصال هو أن تفصلني عن حقي في الانتصار لنفسي إن ظلمت لأن القضاء ليس نزيها، الانفصال هو أن تفصلني عن رغبتي في ديمقراطية حقيقية تمثل تطلعاتي”.
وأوضح أكزناي أن “الانفصال هو أن تفصلني عن وطني وأهلي وترغمني على الهجرة، الانفصال هو أن تفصلني عن زوجتي بعد أن تسلم روحها لله لتعنت الأطباء في خدمتها وإسعافها، الانفصال هو أن تفصلني عن حلمي في متابعة الدراسة بسلك الماستر لانتشار المحسوبية والزبونية، الانفصال هو أن تحرم الفقراء والمعوزين من لقمة العيش وتلقوا بها في أفواه البرلمانيين لتزيدوهم غنى، الانفصال هو أن أجد نفسي بدون عمل وبدون تعويض بعد سنوات من الجد والكد”، مؤكدا أن “هذا هو النزوع الانفصالي الذي يجب محاربته ومحاسبته والقطع معه”.
ومن جهته، هاجم الصحافي بجريدة “أخبار اليوم”، يونس مسكين، أحزاب الأغلبية على خلفية تصريحاتها حول حراك الريف، واصفا إياها بأنها “أحزاب السخرة” التي لا تبني الأوطان.
وتابع مسكين، على صفحته بـ”فيسبوك” قائلا: “نعم هناك من يهدد استقرار البلاد، نعم هناك من يحاول استعمال فزاعة الانفصال للابتزاز، نعم هناك من يلتف على الاختلالات الاجتماعية في الريف ويسيسها لأغراض مشبوهة، نعم هناك من يحاول إشعال الفتنة، نعم هناك من يخدم أجندات غير وطنية، نعم هناك من يجب مساءلته ومحاسبته حسابا عسيرا”، مؤكدا في السياق ذاته بأن “رؤوس الفتنة في كل ذلك هم رباعة المسخرين الذين خرجوا أمس بتلك التصريحات الماسخة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *