كلما انتشر التدين في المجتمع واكتسح، كلما برزت أشكال جديدة لمقاومته وطرق مبتكرة للحيلولة دون توسعه.
فتارة يواجه التدين بالحرب المباشرة والاعتراض على نصوص شرعية وأحكام قطعية بشكل واضح وسافر، وتارات يلجئ إلى طرق ملتوية وأساليب ماكرة لتحقيق الغرض ذاته من جهة، وتشكيك المتدينين في عقائدهم وقناعاتهم وقدواتهم من جهة أخرى.
لا نريد في هذا الملف الحديث على العلمانيين وموقفهم من التراث، ولا عن حربهم الشعواء ضد العلماء والمتدينين، وإنما نريد أن نسلط الضوء على بعض من ينصبون أنفسهم باحثين في المجال الديني والفكري، ممن يضعون قدما هنا والأخرى هناك، ممن يأكلون مع الذئب ويبكون مع الراعي، نريد أن نركز فقط على الذين يتظاهرون بالغيرة على الدين وهم أكبر من يغير عليه ويسعى إلى إفراغه من محتواه وتطويعه لسلطة الثقافة الغالبة.
في هذا الملف سنحاور مختصين في المجال الديني والفكري، وسنعد أوراقا حول بعض المتطفلين على التراث، وسنحاول أن نجيب عن هدفهم من وراء هذه الغارة التي تستهدف الأمة في أغلى مقوماتها.