واعتبر رفيقي أنه إذا كان من الممكن أن نتحدث عن المفاضلة بين أبي بكر وعلي. فيبعد أن نفاضل بين علي وعمر، فليس لعمر من الفضائل ما لعلي. وليس عمر في وزن علي في الفضائل وشهود المواقف والشجاعة والعلم. وكان علي ومن معه من الصحابة يرون أن عليا أولى بالأمر من أبي بكر فكيف الأمر بعمر؟
تساءل الشيخ مصطفى باحو في رده على هذا الزيف بقوله:
ماذا عن إجماع الصحابة بعد ذلك عليها؟ أتراهم كانوا متملقين للحكام؟ أليس إجماع الصحابة على أفضلية عمر على علي ثم إجماع العلماء بعدهم إلى هذه الأعصار على ذلك دليل كاف في ذلك؟
بل قد جاء الدليل عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فاسمع: في صحيح البخاري (3/3494) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر أحدا ثم عمر ثم عثمان ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم. وفي رواية للبخاري (3/3455): كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنخير أبا بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم.
ولعلك درستَ في الجامعة الإسلامية أن قول الصحابي: “كنا نفعل كذا” من قبيل الحديث المرفوع. فهذا حديث مرفوع حكما يوافق إجماع أهل السنة.
وقد حكى الإجماع على ذلك كثيرون نقتصر على بعضهم فقط: قال النووي في شرحه على مسلم (12/206): وذلك لأن الصحابة رضي الله عنهم أجمعوا على اختيار أبي بكر وعلى تنفيذ عهده إلى عمر وعلى تنفيذ عهد عمر بالشورى ولم يخالف في شيء من هذا أحد.
وقال أبو عثمان الصابوني في عقيدة السلف أصحاب الحديث (76): ثم خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه باستخلاف أبي بكر رضي الله عنه إياه واتفاق الصحابة عليه بعده.
وقال ابن أبي العز في شرح الطحاوية (ص: 476): ونثبت الخلافة بعد أبي بكر رضي الله عنه، لعمر رضي الله عنه، وذلك بتفويض أبي بكر الخلافة إليه، واتفاق الأمة بعده عليه.
وقال الفيروزآبادي في الرد على الرافضة (ص:58): وإذ قد صحت إمامة أبي بكر فطاعته فرض في استخلافه عمر بما ذكرنا، وبإجماع المسلمين عليها.
أفأنت أعلم من كل هؤلاء العلماء وغيرهم ممن لم نذكر؟
ثم ألا يظهر للبليد قبل الفطن أنك ترمي إلى شيء ما تتجنب التصريح به: أبو بكر لم يبايع بيعة شرعية، وعمر ليس في وزن علي في الفضائل، وعثمان كان الصحابة ناقمين عليه، ولم يأت من الفضائل في الصحابة ما جاء في علي، والنبي صلى الله عليه وسلم خص عليا بما لم يخص به أحدا من الصحابة بما فيهم كبار الصحابة.
ما الذي يسكن في طيات هذا الكلام يا ترى؟ ما الذي ترمي إليه بالضبط؟ وحول ماذا تحوم يا أستاذ؟