رفيقي وابن الأزرق تسول وتملق (م.ح)

كتب محمد عبد الوهاب رفيقي المعروف بأبي حفص، تدوينة ساخطة يائسة متذمرة، فحواها أن لا أحد يلتفت إلى بضاعته التي يسوقها، وخدماته التي يعرضها، وأنه لم يتلق فلسا أحمرا لقاء مجهوداته وتعبه، وأن كل الجهات التي كان يعول عليها لتمد له يد العون، وتمول مشاريعه وتحتضنها، من مؤسسات رسمية وهيئات حزبية ومنابر إعلامية، خاب أمله فيها، بما فيها المؤسسات الدينية الرسمية التي تدعي محاربة التطرف.
وتحدث رفيقي بمرارة عن إحساسه بالغبن، جراء هذا التجاهل والإهمال.
تدوينة أبي حفص، تعكس إلى أي مدى يريد الرجل أن يجعل من كلامه عن التراث، بضاعة يتاجر بها، ويسترزق بها، ويعرضها لأي جهة تدفع الثمن، وتبين إلى أي حد وصل الرجل في طلب المال والشهرة بأي ثمن، حتى لو كان بمهاجمة قطعيات الدين.
الأكثر غرابة من كل ذلك، هو تعليق محمد بن الأزرق الأنجري، الذي لم يجد ما يواسي به أبا حفص، سوى بنصحه بالارتماء في أحضان التيار العلماني، وبناء حلف معه، لمحاربة ما سماه الفكر المحافظ التقليدي، المتمثل في التيارات الإسلامية وبعض الأحزاب السياسية وحتى وزارة الأوقاف والمؤسسات الدينية الرسمية، وماسماه باللوبي العتيق في الدولة، الأنجري يريد شن حرب شعواء بالتحالف مع العلمانيين، على كل ما هو تقليدي ومحافظ، وقد عبر عن ذلك بالقول:
“سيدي محمد لا تيأس ولا تتراجع، نحن في خندق واحد، إن فشل التنوير المنظم الرسمي، فليرتفع الصوت الفرد، ليغرس بذورا تثمر في جيل قادم، وهو ما أفعله، لا أمل في الوزارة الوصية على الشأن الديني لتسلط اللوبي العتيق، ولا أمل في الجماعات والحركات وبعض الأحزاب لتغلب الفكر المحافظ التقليدي عليها، قد يكون الأمل في الانفتاح على التيار العلماني وإقناعه بضرورة تحالفه مع الباحثين الشرعيين”.
هذا التعليق رد عليه أبو حفص بالموافقة طبعا، ليتضح أن الأمر لا يتعلق لا بتجديد ولا بقراءة جديدة ولاهم يحزنون، هو ارتزاق وتسول من جهة، وتقرب وتملق للعلمانيين من جهة أخرى، لا أقل ولا أكثر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *