الاغتيال السياسي.. المفهوم والمعنى
الاغتيال لغة، اشتقاق من الجذر الثلاثي (غ و ل) الذي يفيد الهلاك، وصياغته على وزن افتعال، تفيد الطلب، أي بما ينطوي على العمد والقصد، فالاغتيال هو إرادة الغول ( الهلاك ) للآخر.
من هذا التعريف الموجز، يفهم على أن الاغتيال هي عملية هلاك الآخر، والذي يرى فيه أنه العدو أو المحرض، وتتم عملية الاغتيال بصورة مباغته.
والاغتيال السياسي، هو القتل عمدا وغدرا لشخصية عامة، لأسباب سياسية أو فكرية أو دينية أو طائفية، ويكون نتيجة سياسة عليا، أي على مستوى حكومي، تهدف إلى تصفية أشخاص محدودين كبديل للقبض عليهم، وتقديمهم إلى العدالة، وترتكب عمليات القتل هذه مع سبق الإصرار والترصد، وقد تغلف بمحاكمة صورية، يتم بعدها إصدار حكم بالإعدام، كما حدث مع شخصيات عديدة، كسيد قطب وعبد القادر عودة وصدام حسين…
إن الاغتيال السياسي، قديم قدم السياسية، وفي تاريخنا الإسلامي مثلا، تم اغتيال ثلاثة خلفاء راشدين، فجر الإسلام، من طرف جماعات سرية وعصابات وأشخاص مسخرين، لأسباب ودوافع كثيرة متنوعة منها الرغبة في الاستيلاء على السلطة، أو إشاعة الفتنة والبلبلة، داخل الدولة الإسلامية الفتية.
ثم تطور الاغتيال السياسي، وتطورت دوافعه وأساليبه والآثار المترتبة عليه، حتى أصبح الاغتيال أداة لتغيير وضع بالكامل، أو لتدخل الأجنبي، بحيث يفقد اللاعبون المحليون السيطرة على الوضع، ويفتح المجال للاعبين دوليين لدخول أطراف جديدة لمنظومة العلاقة التي حصل الاغتيال داخلها.
فحادثة اغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناند مع زوجته، غيرت مجرى التاريخ وكانت أحد الأسباب المباشرة لاندلاع الحرب العالمية الأولى، والأمثلة على ذلك كثيرة جدا.