اغتيالات

اغتيالات سياسية أم محاكمات صورية

المحاكمات الصورية التي تنتهي بإعدام المعارضين والمفكرين والدعاة، هي اغتيال سياسي مقنع، يتخفى بالقانون، من أجل الانتقام المشرعن، وإخراس الآراء والأصوات والأفكار المختلفة، وتشهد مصر في السنوات الأخيرة، أكبر عمليات الاغتيال السياسي المتخفي، بحق قادة العمل الإسلامي في مصر، منذ خمسينات وستينات القرن الماضي، التي كان أشهرها اغتيال عبد القادر عودة، وسيد قطب.

عبد القادر عودة: ماذا يهمني أين أموت

أكان ذلك على فراشي أو في ساحة القتال

عبد القادر عودة (1906-1954م) قاضي وفقيه دستوري، ولد بقرية كفر الحاج شربيني من أعمال مركز شربين، التحق بوظائف النيابة، ثم القضاء، وكانت له مواقف مثالية.

في عهد “عبد الهادي” قدمتْ إليه وهو قاضٍ أكثر من قضية من القضايا المترتبة على الأمر العسكري بحل جماعة “الإخوان المسلمين”، فكان يقضي فيها بالبراءة؛ استنادا إلى أن أمر الحل غير شرعي.

في عام 1951م استقال من منصبه الكبير في القضاء، وانقطع للعمل في الدعوة، مستعيضا عن راتبه الحكومي بفتح مكتب للمحاماة، لكن لم يلبث أن بلغ أرفع مكانة بين أقرانه المحامين. في عهد اللواء محمد نجيب عُيّن عضوًا في لجنة وضع الدستور المصري، وكان له فيها مواقف لامعة في الدفاع عن الحريات، ومحاولة إقامة الدستور على أسس واضحة من أصول الإسلام، وتعاليم القرآن. في عام 1953م انتدبته الحكومة الليبية لوضع الدستور الليبي.

وبعد إتهام جماعة الإخوان المسلمين بمحاولة اغتيال الرئيس المصري جمال عبد الناصر في حادثة المنشية عام 1954م، تم إلقاء القبض على الشيخ عبد القادر عودة، وعدد كبير من الإخوان المسلمين، ومعارضي حكم جمال عبد الناصر ومحاكمتهم أمام محاكمة عسكرية، والتي أصدرت أحكام بإعدامه مع عدد آخر من قيادات الإخوان المسلمين وهم الشيخ محمد فرغلي ويوسف طلعت وإبراهيم الطيب المحامي وهنداوي دوير المحامي ومحمود عبد اللطيف. وتم إعدامهم في 7 ديسمبر 1954.

يقال أن عبد القادر عودة، نصح جمال عبد الناصر، عام 1954م بضرورة إلغاء قرار حل جماعة الإخوان؛ مخافةً أن يتهور شاب منهم في حالة غيظ واندفاع، فيقوم بعمل من أعمال الاعتداء بعيدا عن مشاورة قادة الحركة، أجاب “عبد الناصر”: “كم عدد الإخوان؟ مليونان، ثلاثة ملايين… إنني مستغن عن ثلث الأمة، ومستعد للتضحية بسبعة ملايين إذا كان الإخوان سبعة ملايين”، وهنا غلب الذهول الشهيد “عودة”، وقال في ثورة: “سبعة ملايين ثمنًا لحياة فرد… ما أغناك عن هذا يا جمال!”. وكان هذا الموقف من الأسباب التي دفعت إلى المصادقة على حكم الإعدام.

 سيد قطب: التورية لا تجوز في العقيدة

وليس للقائد أن يأخذ بالرخص

مفكر ومنظر وكاتب وشاعر وأديب إسلامي، وعضو سابق في مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين ورئيس سابق لقسم نشر الدعوة في الجماعة ورئيس تحرير جريدة الإخوان المسلمين.

ولد في 9 أكتوبر 1906، في قرية موشا وهي إحدى قرى محافظة أسيوط وبها تلقى تعليمه الأولي وحفظ القرآن الكريم ثم التحق بمدرسة المعلمين الأولية عبد العزيز بالقاهرة ونال شهادتها والتحق بدار العلوم وتخرج عام 1933. وعمل بوزارة المعارف بوظائف تربوية وإدارية، وابتعثته الوزارة إلى أمريكا لمدة عامين وعاد عام 1950.

حوكم بتهمة التآمر على نظام الحكم وصدر الحكم بإعدامه وأعدم فجر الإثنين 13 جمادى الأولى 1386هـ الموافق 29 غشت عام 1966م.

عرض على سيد قطب في يوم تنفيذ الإعدام وبعد أن وضع على كرسي المشنقة أن يعتذر عن دعوته لتطبيق الشريعة ويتم إصدار عفو عنه فقال: “لن أعتذر عن العمل مع الله”.

فقالوا له إن لم تعتذر فاطلب الرحمة من الرئيس.

فقال: “لماذا أسترحم؟ إن كنت محكوما بحق فأنا أرتضي حكم الحق، وإن كنت محكوما بباطل، فأنا أكبر من أن أسترحم الباطل”.

وروي أيضا أن الذي قام بعملية تلقينه الشهادتين قبل الإعدام، قال له: “قل لا إله إلا الله” فرد عليه سيد قطب: “وهل جئتُ هنا إلا من أجلها”، وأضاف: “حتى أنت جئت تكمل المسرحية، نحن يا أخي نعدم لأجل لا إله إلا الله، وأنت تأكل الخبز بلا إله إلا الله”.

كان سيد قطب يبتسم عندما سيق إلى المشنقة ابتسامة عريضة نقلتها كاميرات وكالات الأنباء الأجنبية حتى أن الضابط المكلف بتنفيذ الحكم سأله. من هو الشهيد؟! فرد عليه سيد قطب بثبات وعزيمة “هو من شهد أن شرع الله أغلى من حياته”.

 

بنغلاديش.. تاريخ إعدامات قادة العمل الإسلامي يعيد نفسه

في عام 2010، أنشأت رئيسة الوزراء البنغالية “الشيخة حسينة” محكمة استثنائية، ورغم أنها لا تخضع لإشراف أية مؤسسة دولية سمتها بـ”المحكمة الدولية للجرائم”، وهي محكمة خاصة للنظر في قضايا البنغاليين المتعاونين مع القوات الباكستانية في سبعينيات القرن الماضي لمنع استقلال البلاد.

ثم أقرت “حسينة” تعديلات على القانون البنغالي تمكنها من إعدام قادة الجماعة الإسلامية بتهم “جرائم الحرب”، ثم أعلنت إطلاق تحقيق في جرائم ارتكبت خلال الحرب من أجل الاستقلال عن باكستان عام 1971، حينها، أدرك أنصار حزب الجماعة الإسلامية -أقوى معارضة لهذه الحكومة العلمانية التي تحكم 140 مليون مسلم- أن الهدف هو “الانتقام السياسي”، لأنهم رفضوا الانفصال عن باكستان، قبل عقود من الزمن، للحفاظ على كيانها الإسلامي في المنطقة في مواجهة العداء الهندوسي ولدعم استقلال كشمير.

وتحقق ذلك عندما أخذت حكومة بنغلاديش تعتقل كبار قادة الجماعة، حتى أعدمت القيادي الأول عبد القادر الملا، يوم الخميس 13 دجنبر 2013، واستمرت سلسلة الإعدامات تلك، حتى طالت عددا كبيرا من الشيوخ والقادة والعلماء نذكر منهم: علي أحسن محمد مجاهد وصلاح الدين قادر تشودري وعبد القادر ملا ومحمد قمر الزمان ومطيع الرحمن نظامي ومير قاسم علي وأزهر الإسلام وعبد السبحان.

جون كنيدي: رابع رئيس للولايات المتحدة يكون ضحية لجريمة قتل

أغتيل الرئيس جون كنيدي، يوم الجمعة 22 نوفمبر 1963 على الساعة الثانية عشر والنصف مساء (التوقيت الرسمي المركزي).  بمدينة دالاس، التي صدرت معظم التهديدات المجنونة بقتله منها.

وفي محاولة لتحدي هذه التهديدات استقل سيارة مكشوفة لعبور بعض شوارع المدينة وتحية الناس عن قرب، وأثناء عبوره لمنطقة الديلي بلازا في المدنية، تعرض لإطلاق نار من قناص محترف حيث أصابته رصاصتين اخترقت الأولى رقبته، أما الثانية فهشمت جمجمته.

ونظرا لدقة تلك الإصابة وصعوبتها فارق الحياة بعد أقل من نصف ساعة من وصوله إلى أقرب مستشفى، وبعد أقل من ساعة وربع تم اعتقال المشتبه به الأول في عملية الاغتيال ويدعى لي هارفي أوزولد بعد أن تمكن من قتل شرطي وإصابة آخر بجروح.

 

المهدي بنبركة: السياسي الاشتراكي المعارض للحسن الثاني

ولد المهدي بن بركة، في يناير 1920 بالرباط، واختفى في 29 أكتوبر 1965 في فونتني لو فيكونت شمال فرنسا، حين كان على موعد مع مخرج سينمائي فرنسي أمام مطعم ليب، في شارع سان جيرمان في قلب العاصمة الفرنسية، لإعداد فيلم حول حركات التحرر، وكان هذا المخرج مشاركًا في سيناريو الاختطاف.

تقدم رجلا شرطة فرنسيين إلى بن بركة وطلبا منه مرافقتهما في سيارة تابعة للشرطة، وبعد ذلك وإلى الآن، اختفى أثر بن بركة ورسمياً لم يعرف إلا ما أدلى به الشرطيان أمام محكمة، حيث اعترفا أنهما خطفا بن بركة، وأنهما أخذاه إلى فيلا تقع في ضواحي باريس، حيث شاهدا الجنرال محمد أوفقير وزير الداخلية المغربية آنذاك، ومعه أحمد الدليمي مدير المخابرات المغربية، وآخرون من رجاله، وأن بن بركة توفي أثناء التحقيق معه وتعذيبه.

هذه الرواية متفق عليها من الأطراف المشاركة بالجريمة، وعائلة بن بركة ورفاقه، لكن ما بعد ذلك لا زالت الروايات متعددة متباينة، ولحد الآن رغم مرور أزيد من خمسين عاما لا يعرف مصير جثمان بن بركة وأين دفن تحديدا، وسط روايات تقول أنه بني عليه مسجد في فرنسا، وأخرى تقول أنه جلب جثمانه إلى المغرب، وأخرى تقول جلب رأسه فقط، وأخرى تقول أنه أذيب في حوض للأسيد.

السادات ثالث رئيس لجمهورية مصر العربية

محمد أنور محمد السادات هو ثالث رئيس لجمهورية مصر، حَكَم مصر في الفترة الممتدة ما بين 28 سبتمبر 1970 (بالإنابة) 17 أكتوبر 1970 (فعليًا) إلى 6 أكتوبر 1981.

ولد أنور السادات بتاريخ 25 دجنبر 1918م، وتخرج من الأكاديمية العسكرية عام 1938. وانضم إلى حركة الضباط الأحرار التي قامت بالثورة على حكم ملك البلاد وقتها فاروق الأول في عام 1952، وفي 6 أكتوبر من عام 1981، تم اغتياله في عرض عسكري كان يقام بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر.

وقام بالاغتيال خالد الإسلامبولي وحسين عباس وعطا طايل وعبد الحميد عبد السلام التابعين لمنظمة الجهاد الإسلامي، التي كانت تعارض بشدة اتفاقية السلام مع إسرائيل، حيث قاموا بإطلاق الرصاص على الرئيس السادات مما أدى إلى إصابته برصاصة في رقبته ورصاصة في صدره ورصاصة في قلبه.

وجاء اغتيال السادات بعد أشهر قليلة من حادثة مقتل المشير أحمد بدوي وبعض القيادات العسكرية في تحطم طائرته الهليكوبتر بشكل غامض جدًا، مما فتح باب الشكوك حول وجود مؤامرة، وخلفه في الرئاسة نائب الرئيس السابق محمد حسني مبارك.

 

الحرير السياسي الذي اغتيل بـ1000 كلغ من TNT

رفيق الحريري زعيم لبناني ورئيس وزراء لبنان الأسبق، كان يعتبر من كبار رجال الأعمال في العالم، وهو يحمل الجنستين اللبنانية والسعودية

ازداد في 1 نوفمبر 1944 ولعب دورًا مهمًا في إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية، وإعمار لبنان بعدها. وقام بالعديد من الأعمال الخيرية كتقديم منح طلابية للدراسات الجامعية لأكثر من 36000 شاب وشابة وتقديم المساعدات لضحايا العدوان الإسرائيلي على لبنان ومساعدة دور الأيتام والعجزة وإنقاذ جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية من الديون.

عرف بعصاميته فهو لم يرث المال ولا السلطة كما معظم سياسيي لبنان، وأصبح أحد أغنياء العالم نتيجة جهده الشخصي.

اغتيل يوم 14 فبراير 2005 بمتفجرة تزن أكثر من 1000 كلغ من الـ(تي أن تي)، لدى مرور موكبه بجانب فندق سانت جورج في العاصمة اللبنانية بيروت، وسبَّبَ اغتياله قيام ثورة الأرز التي أخرجت الجيش السوري من لبنان وأدت إلى قيام محكمة دولية من أجل الكشف عن القتلة ومحاكمتهم، وأشار تقرير أممي  إلى إمكانية تورط عناصر رسمية سورية وأفراد من الأمن اللبناني.

فرحات حشاد الزعيم السياسي الذي ناضل من أجل استقلال بلاده عن الاحتلال الفرنسي

ولد حشاد في تونس بتاريخ، 2 فبراير 1914، لمع نجمه بعد تأسيسه لاتحاد العام التونسي للشغل عام 1946، واكتسب شعبية عارمة بين الطبقة العاملة وكل مكونات المجتمع. وكان أول سكرتير عام للاتحاد العام للعمال التونسي منذ انشائه عام 1949، وحتى اغتياله عام 1952.

تم اغتياله في خضم انفجار حركة مقاومة مشهودة من التونسيين إزاء فرنسا، ونفي كبار الزعماء التونسيين أو سجنهم، وحين عجزت فرنسا عن سجن فرحات حشاد، بسبب الحصانة التي اكتسبها في الأوساط النقابية العمالية في العالم، أوحت إلى مجموعة تأتمر بأوامرها، (اليد الحمراء) بالقيام باغتياله، وهو ما تم فعلا. فاغتيل على يد عصابة من الفرنسيين المقيمين بتونس بمنزله بالضاحية الجنوبية لتونس العاصمة يوم 5 ديسمبر 1952.

محمد بوضياف الثوري الجزائري الذي اتهم بالتآمر على أمن الدولة

لم يحكم الرئيس السابع للجزائر محمد بوضياف البلاد أكثر من ستة أشهر بعدما شهدت البلاد أحداثاً أمنية وحالة من عدم الاستقرار تبعها انقلاب نفّذه عدد من قيادات الجيش أطاح حكم بوضياف.

تم اغتيال بوضياف سنة 1992 على يد الملازم في القوات الخاصة الجزائرية مبارك بو معرافي، وخلفه في منصب رئيس الجمهورية الجزائرية الرئيس علي كافي، ثمّ الرئيس اليامين زروال قبل أن يتسلّم الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة الحكم في العام 1999.

تنقّل بين باريس وسويسرا والمغرب قبل تنصيبه رئيساً في يناير 1992 خلفاً للشاذلي بن جديد بعد أن استقال.

الملك فيصل الثاني آخر ملوك العراق الذي اغتيل في باحة قصره

اغتيل الملك فيصل الثاني في 14 يونيو عام 1958، على يد النقيب عبد الساتر سبع العبوسي، في باحة قصره بعدما خرج مع خاله الأمير عبد الإله، وأمه الملكة نفيسة، وأفراد آخرين من العائلة، وطباخ وعضوين من الحرس الملكي، ليسلم نفسه للانقلابيين.

كان الملك فيصل الثاني، قبل خروجه إلى باحة القصر، قد استيقظ على أصوات طلقات نارية، وعلى صوت عبد السلام عارف يعلن من المذياع قيام الثورة وقيام الجمهورية.

أنهت حادثة اغتيال الملك فيصل الثاني، الحكم الملكي في العراق، وكانت بداية لصراع دموي طويل على السلطة، لم يدم حكم الرئيس الأول للجمهورية إلا إلى عام 1963، عندما أطاحه العقيد عبد السلام عارف الذي توفي بعد ثلاث سنوات، فخلفه شقيقه عبد الرحمن عارف، ووصل صدام حسين إلى السلطة عام 1979، بعد إطاحة زعيم حزب البعث الذي كان قد حكم العراق منذ 1968.

فيصل بن عبد العزيز الذي ساند فلسطين وقطع النفط على أمريكا

كان للملك فيصل دور بارز في إنقاذ الموارد المالية للمملكة العربية السعودية (1964/1975) وتنفيذ سياسة التحديث والإصلاح.

اتسمت سياسته الخارجية بدعم الدول الإسلامية ومعاداة الشيوعية، ومناصرة القضية الفلسطينية. عندما قطع النفط عن الولايات المتحدة والغرب موقفهما من حرب أكتوبر عام 1973 قال مقولته الشهيرة: “عشنا، وعاش أجدادنا على التمر واللبن، وسنعود لهما”. وقال مخاطبا رئيس شركة التابلاين الأمريكية: “إن أي نقطة بترول ستذهب إلى إسرائيل، ستجعلني أقطع البترول عنكم”.

قتل الملك فيصل بن عبد العزيز في 25 مارس 1975 على يد ابن أخيه غير الشقيق الأمير فيصل بن مساعد بن عبد العزيز، حين كان الملك فيصل يستقبل أحد الوزراء الكويتيين في الديوان الملكي، اقترب الملك فيصل من الأمير، وانحنى الأمير لتقبيل الملك كعادات الثقافة في المملكة، وفي تلك اللحظة، أطلق الأمير الرصاص على الملك فيصل، وفي النهاية حوكم الأمير فيصل بن مساعد وتم تنفيذ حكم الإعدام بالسيف عليه، وقامت الحكومة في المملكة بوصفه بالمختل عقليًا.

اغتيال حسن البنا بسبع رصاصات

 

اغتيل حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في 12 فبراير 1949.

نشأ البنا، في أسرة متعلمة مهتمة بالإسلام كمنهج حياة حيث كان والده عالما ومحققا في علم الحديث، تأثر بالتصوف عن طريق احتكاكه بالشيخ عبد الوهّاب الحصافي شيخ الطريقة الحصافية الشاذلية في عام 1923 وكان له أثر كبير في تكوين شخصيته.

وأسس في 1928 جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة سياسية إسلامية تهدف إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في الحياة اليومية وإعادة الحكم الإسلامي.

بعد إعلان النقراشي باشا، رئيس وزراء مصر قراره بحل جماعة الإخوان المسلمين ومصادرة أموالها واعتقال معظم أعضائها باستثناء البنا، الذي صادرت الحكومة سيارته، واعتقلت سائقه وسحبت سلاحه المرخص، وقبض على شقيقيه الذين كانا يرافقانه في تحركاته، وقد كتب إلى المسؤولين يطلب إعادة سلاحه إليه، ويطالب بحارس مسلح يدفع هو راتبه، وإذا لم يستجيبوا فإنه يحملهم مسؤولية أي عدوان.

وبعد اغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي في 28 ديسمبر 1948 تآمر القصر مع الحكومة الجديدة برئاسة إبراهيم عبد الهادي للانتقام من الإخوان بحجة أنهم هم من قتلوه، ودبروا اغتيال حسن البنا المرشد العام للجماعة في 12 فبراير 1949 أمام مقر جمعية الشبان المسلمين في شارع رمسيس.

فاغتيل بسبع رصاصات استقرت في جسده، أبلغ بعد إصابته برقم السيارة التي كان يستقلها المعتدون، ثم نقل إلى مستشفى القصر العيني فخلع ملابسه بنفسه، ليلفظ البنا أنفاسه الأخيرة بعد أربع ساعات ونصف من محاولة الاغتيال بسبب فقده للكثير من الدماء.

الشيخ ياسين زعيم حماس الذي اغتيل بثلاث صواريخ إسرائيلية

الشيخ أحمد ياسين من مواليد يونيو 1936م، تعرض في السادسة عشرة من عمره لحادثة خطيرة أثرت في حياته، أصيب جراءها بكسر في فقرات العنق أثناء لعبه مع بعض أقرانه عام 1952.

وعلى الرغم من الشلل التام وأمراض عديدة أخرى ألمت به ألهب الجماهير الفلسطينية، وشارك وهو في العشرين من عمره في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجا على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر عام 1956.

أزعج النشاط الدعوي للشيخ ياسين السلطات الصهيونية فأمرت في 1982 باعتقاله ووجهت إليه تهمة تشكيل تنظيم عسكري وحيازة أسلحة وأصدرت في حقه حكما بالسجن 13 عاما، لكنها عادت وأطلقت سراحه عام 1985 في إطار عملية لتبادل الأسرى بين سلطات الاحتلال الإسرائيلي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين “القيادة العامة”.

اتفق الشيخ ياسين سنة 1987 مع مجموعة من قادة العمل الإسلامي الذين يعتنقون أفكار الإخوان المسلمين في قطاع غزة على تكوين تنظيم إسلامي لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي بغية تحرير فلسطين، أطلقوا عليه اسم “حركة المقاومة الإسلامية” المعروفة اختصارا باسم “حماس”.

وكان له دور مهم في الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت آنذاك والتي اشتهرت بانتفاضة المساجد، ومنذ ذلك الوقت والشيخ ياسين يعتبر الزعيم الروحي لتلك الحركة.

مع تصاعد أعمال الانتفاضة بدأت السلطات الإسرائيلية التفكير في وسيلة لإيقاف نشاط الشيخ أحمد ياسين، فقامت في غشت 1988 بمداهمة منزله وتفتيشه وهددته بالنفي إلى لبنان. ولما ازدادت عمليات قتل الجنود الإسرائيليين واغتيال العملاء الفلسطينيين قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي يوم 18 ماي 1989 باعتقاله مع المئات من أعضاء حركة حماس.

وفي 16 أكتوبر 1991 أصدرت إحدى المحاكم العسكرية حكما بسجنه مدى الحياة إضافة إلى 15 عاما أخرى، وجاء في لائحة الاتهام أن هذه التهم بسبب التحريض على اختطاف وقتل جنود إسرائيليين وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني.

تعرض الشيخ أحمد ياسين في 6 سبتمبر 2003 لمحاولة اغتيال إسرائيلية حين استهداف مروحيات صهيونية شقة في غزة كان يوجد بها الشيخ وكان يرافقه إسماعيل هنية. ولم تكن إصاباته بجروح طفيفة في ذراعه الأيمن بالقاتلة.

لكنه استشهد رحمه الله تعالى- فجر 22 من مارس 2004 إثر قيام مروحية الأباتشي الإسرائيلية بإطلاق ثلاثة صواريخ على الشيخ المقعد وهو خارج على كرسيه المتحرك من مسجد المجمّع الإسلامي بحي الصّبرة في قطاع غزة.

كما استشهد في هذه العملية التي أشرف عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون سبعة من مرافقي الشيخ وجُرح اثنان من أبنائه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *