د.البشير: العلاقات الرضائية والجنسية خارج إطار الزواج هي الزنا

 

في تصريح لجريدة “السبيل” وجَّه الدكتور عصام البشير أنه قبل الخوض في هذا الموضوع المثار اليوم، ينبغي أن نرجع الأمور إلى نصابها ونسمي الأشياء بأسمائها الحقيقة، فما يسمى “حرية جنسية” أو “علاقات رضائية” أو “علاقات جنسية خارج إطار الزواج” هو الذي يسمى في مرجعيتنا الدينية الزنا، ويعد كبيرة من كبائر الذنوب يستحق فاعلها العقوبة في الدنيا والآخرة.

وأضاف: حين نطمس هذه المصطلحات فإنه ينتج عن ذلك التباس كبير في مثل هاته النقاشات، ويقع كثير من الناس في اللبس، ولا يستطيعون فهم التحديات الحقيقية الكامنة وراء مثل هاته المطالب والنقاشات التي تثار.

وهذا يجرنا إلى مسألة المرجعية، ويطرح سؤال: ما المرجعية التي نتحاكم إليها؟

المغرب شعب مسلم وفي الدستور والقوانين هناك إشارات واضحة إلى المرجعية الإسلامية بشكل أو بآخر، ويستحيل أن نقول نحن مسلمين ونترك وراء ظهورنا ما جاء في القرآن الكريم والسنة عن هذه القضايا كلها ولا نلتزم بشيء منها، وإنما نلتزم فقط بما جاء في الثقافة الغربية الحداثية المهيمنة اليوم، هذا مستحيل.

وكل مسلم في هذا البلد لا بد أنه يشعر بنوع من الإحراج الشديد حين يجد بعض الناس يطالبونه بترك ما استقر لديه من أمور مقررة في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يلتزم بأمور أخرى وفدت من ثقافة خارجية.

مدير مركز إرشاد للدراسات والتكوين أشار إلى أن نصب المعارضة بين الدين والحريات عموما، تلبيس على الناس، وقال: لسنا من الذين يقولون بأن الإسلام أطلق في مجال الحرية وأعطى الناس حريتهم هكذا بإطلاق، هذا خلل وخطأ.

فالإسلام أعطى الحريات في مجلات معينة ولم يطلق ذلك كما يريده بعض الناس ويتصوره آخرون، فقد أعطى الإسلام حرية الإرادة والاختيار التي يكون على أساسها التكليف، وأعطى الحرية في اختيار الحكام ومحاسبتهم، وأعطى حرية الرأي والتعبير في حدود معينة.. فعموما لا يمكن أن نقول أن الإسلام أغلق باب الحرية ولا يمكن أن نقول أيضا أنه فتح هذا الباب على مصراعيه.

وحول نصب المعارضة بين الإسلام والحرية، ساءل د.البشير من يقول ذلك: ما هذه المنظومة الدينية أو الأخلاقية أو القيمية التي في نظركم لا تتعارض مع الحرية؟

وأضاف: لن يجدوا جوابا عن هذا السؤال لسبب واضح، وهو أنه لا تخلو منظومة من هذا النوع الذي ذكرت من أن يكون لها تقييد على الحرية في مجال من المجالات.

والمنظومة الحداثية المسيطرة اليوم في الغرب إذا دققنا فيها، نجد أنها من جهة الشعارات ترفع شعار الحرية وأن الناس أحرار في التعبير عن الرأي والمعتقد والتنقل وما أشبه ذلك، ولكن عند التمحيص نجد أنه لا توجد حرية مطلقة وهناك قيود على كل شيء. هناك قيود على الرأي مثلا، فالمحرقة النازية (الهولوكوست) لا يمكن التشكيك فيها ولو بطريق البحث العلمي، وهكذا..

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *