رسالة مفتوحة إلى كل حاج محمد أبو الفتح

إلى كل حاج لبى في الميقات والمشاعر لا تنس قولك مستجيبا لربك: “لبيك”، واحرص على أن تكون لله عبدا مطواعا بعد الحج، كما كنت تقول بصوت عال “لبيك”، فاستح من الله أن يجدك حيث يحب أن يفقدك، أو أن يفقدك حيث يحب أن يجدك، استح منه أن يراك على معصية، أو متأخرا عن طاعة، وعن قريب كنت تنادي “لبيك اللهم لبيك”، فابق على ما كنت عليه، ولا تبدل تبديلا، ونادي بلسان حالك “لبيك يا رب لبيك، إلى آخر نَفَسٍ من حياتي لبيك”.
إلى كل حاج قال في التلبية “لبيك لا شريك لك لبيك”، وقال في موقف عرفات “لا إله إلا الله وحده لا شريك له..”، لا تجعل لله شريكا بعد الحج، لا تنقض توحيدك فيحبط عملك، وتذكر أن عرفة هو المكان الذي أخذ الله فيه الميثاق على بني آدم أن يوحدوه ولا يشركوا به شيئا، فعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان، يعني: عرفة، فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمهم قبلا قال: ألست بربكم، قالوا، بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين، أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون” (صححه الألباني)، فأنت قصدت المكان الذي أعطيت فيه العهد الأول لتجدد العهد مع الله تعالى بأن توحده وتطيع أمره.
إلى كل حاج امتنع عن محظورات الإحرام، فتجرد من ثيابه وزينته لله تعالى، وامتنع عن العطور الزكية لله تعالى وهي من أطيب الطيبات، لا تجرب الخبائث بعد الحج واتركها لله تعالى.
إلى كل حاج حرص على تطبيق السنة في حجه امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “خذوا عني مناسككم”، ابق على ما كنت عليه من الحرص على السنة ومجانبة البدعة في كل عبادة حتى تلقى الله تعالى.
إلى كل حاج امتنع عن الرفث والفسوق والجدال في الحج، راقب الله في قولك ومنطق لسانك بعد الحج.
إلى كل حاج طاف بالبيت سبعا اعلم أن الطواف بالبيت عبادة خاصة بذلك المكان، وأن الطواف بالقبور تعظيما للمقبور شرك بالله تعالى.
إلى كل حاج عايش وحدة المسلمين في المشاعر لا تفرق جماعة المسلمين، وليسعك ما وسع سلفك الصالح، وإياك أن تتفرق في الدين.
إلى كل حاج تواضع لله تعالى وتذلل له في المشاعر، وتواضع لإخوانه المسلمين فشاركهم في لباس واحد، لا تتكبر عن عبادة ربك بعد الحج، وتواضع لإخوانك المسلمين كما كنت في الحج.
إلى كل حاج كان يحافظ على الصلوات في المسجدين، لا يكن ذلك آخر عهدك ببيوت الله، وابق على ما كنت عليه من عمارة بيوت الله.
إلى كل حاجة تزينت بالحجاب في المشاعر، لا تتبرجي بعد الحج فتُسَوِّدي صحيفة بعد تبييضها.
إلى كل حاج يرجو الله واليوم الآخر كن من الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولا تبدل تبديلا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *