القرآن والسنة: صنوان لا يفترقان عبد الصمد إيشن

 

لم يكن عبثا أن يعتبر علماء أصول الفقه، سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أقواله وأفعاله وتقريراته التي يستدل بها على الأحكام الشرعية، المصدر التالي والأساسي بعد القرآن الكريم في التشريع الإسلامي.

فالسنة النبوية هي التي تفسر وتشرح للمسلمين ما ورد في القرآن الكريم دون تفصيل، خاصة شق العبادات من صلاة وحج وزكاة وصيام. أضف إلى ذلك ما يستجد على عباد الله من قضايا ومواقف تحتاج إلى بيان من قبل الشارع الكريم. ومنه يلتحم القرآن الكريم بالسنة النبوية وحيا واحدا لا يجوز تفريقه.

ومن يدعي غير هذا هو من يريد تحريف رسالة القرآن الكريم وفق هواه دون علم وتمحيص. هل يمكن أن نعزل الفقيه والأصولي والمحدث والواعظ عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونفتح له باب القرآن الكريم وحده يستمد منه الأحكام والأدلة والعظات؟

إننا نعاكس ما تأسست عليه تجربة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ونعاكس تاريخنا كمغاربة حيث قدس أهلنا القرآن الكريم وحفظوه مثلما قدسوا السنة الكريمة وحافظوا عليها وتدارسوها فيما بينهم. بل حاربوا من أجلها وناضلوا لحمايتها من أهواء المفرقين بين المعين الأول والثاني ووقفوا سدا منيعا أمام هذه الدعوات. وشرحوا وبينوا لعباد الله أنه بالفعل لا يفهم كلام الله إلى بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

ومن يأتي اليوم ليدعوا لغير هذا التكامل والتجانس بين المَعِينَين هو من يريد للشعب المغربي الضلال والتيه، هو من يريد له أن يقرأ القرآن الكريم وأن لا يفهمه، وأن ينسيه في قدوته محمد الأمين صلى الله عليه وسلم.

إنهم يريدون إسلاما غامضا، لا يفهم فيه المسلم شيئا. يريدون ربط المسلم بالمجردات التي لا تدل على عَمَل!؟ ودليل عملنا مثل نبينا صلى الله عليه وسلم، الارتباط بالوحي قرآنا وسنة لا تفرقة ولا فصل بينهما كلاهما يرشدنا ويوضح لنا طريق الصلاح.

يريدون منا شعبا مغربيا ينصت لما استجد عليه من دعوات الفسق باسم الإسلام، دعوات الضلال والتيه عن الأصل، حيث النظام والنظافة والأخلاق والقيم والمبادئ السامية. عبر اختلاق التفرقة المزعومة بين المنبعين الكريمين: القرآن والسنة.

ولكن ليرتاح كل من له هذا الهم غير المشروع، إننا كمغاربة أمام قرون راسخة من التحام أجدادنا بالقرآن الكريم والسنة النبوية حيث التلقين والحفظ والتدريس والإرشاد في المحاضن والحلقات العلمية.

إن جامع القرويين وجامع ابن يوسف ومدارس التعليم العتيق بربوع هذا الوطن حية تنطق بما مضى ومازال يجري، من خدمة لهذا الالتحام بالقرآن والسنة صنوان لا يفترقان مهما تمنى ذلك أعداء هذا الشعب الأصيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *