جرائم الاستعمار الإسباني في الصحراء المغربية عبد الصمد إيشن

تعتبر إسبانيا الدولة الوحيدة التي لم تعترف بعدُ بماضيها الاستعماري في العالم، رغم الانتهاكات الجسيمة المرتكبة بمنطقة الريف التي تعرضت للقصف الجماعي، وجرائمها ضد الإنسانية في حق الصحراويين العزل بأقاليم المغرب الجنوبية في فترة استعمارها للمغرب بين 1912-1975.

لإسبانيا تاريخ دموي مهول مثلها مثل باقي الدول الاستعمارية التي استعمرت ونكلت بالشعوب الإفريقية والآسيوية وشعوب أمريكا اللاتينية، إلا أن جرائم إسبانيا في الصحراء المغربية لم تكن جرائم حرب واستعمار فقط بل استمرت جرائمها لحد الآن، وذلك بتوريطها لأبناء المغرب الصحراويين في لعبة قذرة مشجعة إياهم على الاستقلال المتوهم مقابل مساعدات إنسانية فقيرة لهم بمخيمات العار في تندوف.

إسبانيا لم تتب من خطاياها التاريخية في حق المغرب والشعب المغربي، وهي التي أنزلت وابل القنابل والضربات الجوية على أهالي الصحراء خلال فترها الاستعمارية بالمغرب بل استمرت في لعب دور الدولة المدافعة عن حق الشعوب في تقرير المصير، وهي التي انتهكت مصير عشرات العائلات الصحراوية في الماضي القريب بذبحهم واعدامهم وتقتيل أطفالهم ونسائهم، بعد كل هذا بأي وجه تخرج إسبانيا اليوم لتحدث الصحراويين عن حقهم في تقرير المصير؟

مثل كل التاريخ الاستعماري لاسبانيا بالصحراء من سنة 1912 تاريخ الاحتلال الرسمي للقوات الاسبانية للصحراء المغربية إلى سنة 1975 تاريخ الاستقلال النهائي لأقاليمنا الصحراوية من يد المستعمر الإسباني، تاريخ نهب للثروات وتقتيل للقبائل الصحراوية المقاومة له.

فكانت القوات الإسبانية التي احتلت في البداية شواطئ الصحراء المغربية، تقابل كل من رفض من القبائل الصحراوية الخضوع لها بالرصاص الحي والقصف المستمر، أضف إلى ذلك كل حملات الاعتقال والاختطاف والتنكيل الجماعية برموز المقاومة الصحراوية. مهددة كل من سولت له نفسه الجهر بحقه في الدفاع عن أرضه وصحرائه. وهي الحقائق التي تريد إسبانيا طمسها يوما بعد يوم مثل باقي القوى الاستعمارية في عدد من الحالات.

كان جرائم إسبانيا في الصحراء لا تقتصر على ما قامت به في حق القبائل الصحراوية بل حجم النهب الكبير في حق مقدرات الشعب المغربي ومواطنيه الصحراويين هناك، إذ تشير تقارير اقتصادية خالصة لأرقام مهولة من حجم وأرباح إسبانيا من المعادن المستخرجة التي تصدرها كاملة. وحجم النهب المتكرر لخيرات الصحراويين الحيوانية وثرواتهم البحرية.

لم تنتهي جرائم إسبانيا في حق الصحراويين مع المسيرة الخضراء التي فرضت خروج إسبانيا من الصحراء المغربية، بل استمرت جرائم الإسبان لحدود اليوم عبر عرقلته المتعمدة لعدم استكمال المغرب لوحدته الترابية ونحن نعرف جميعا أن كلمة “الشعب الصحراوي” هي من اختراع القوات الإسبانية بعد 1973 مباشرة،  في واحدة من أبرز القصص دراماتيكية، إذ كيف كان الإسبان يقصدون الدولة المغربية للتفاوض حول شروط استقلال الصحراء قبل 1973 وبعدها مباشرة انقلب خطاب إسبانيا وأصبحت تسوق رغبتها في تحقيق حلم تقرير المصير لشعب صحراوي متوهم.

إذن إسبانيا قامت بالجريمة الأولى لما احتلت بالسلاح صحراءنا المغربية وقتلت أبناءها وقبائلها واليوم ترتكب جريمتها الثانية الأشد بشاعة بعرقلتها لوحدتنا الترابية والتحاق أبناء الصحراء بوطنهم الأم، المغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *