الأحد 25 يوليوز 2021، أصدر الرئيس التونسي قيس سعيد، قرارات بإعفاء رئيس الوزراء، هشام المشيشي، من منصبه، وتجميد عمل البرلمان لمدة 30 يوما ورفع الحصانة عن النواب، وتولى السلطة التنفيذية حتى تشكيل حكومة جديدة، لافتا إلى أن هذه الإجراءات كان يجب اتخاذها قبل أشهر، بينما اعتبر منتقدو هذه الإجراءات التحركات الأخيرة انقلابا.
ومنذ هذه التحركات التي أثارت قلق العديدين من متتبعي الشأن التونسي، والعالم يراقب مواقف الدول الغربية، هل ستساند تحركات قيس سعيد أم أنها ستعلن وقوفها ضده.
وكانت أمريكا صاحبة أول المواقف إذ أفادت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي، الاثنين 26 يوليوز 2021، بأن واشنطن قلقة بشأن التطورات في تونس، وأن الولايات المتحدة تحث على الهدوء في تونس.
وأوضحت بساكي أن “الولايات المتحدة لم تحدد بعد ما إذا كان الوضع في تونس يعد انقلابا”، مضيفة أن واشنطن تتواصل على مستوى رفيع مع القادة التونسيين لمعرفة المزيد.
أما فرنسا، فقد دعا وزير خارجيتها، جان إيف لودريان، إلى تعيين رئيس وزراء في تونس وتشكيل حكومة جديدة “في أسرع وقت ممكن”.
وشدد لودريان، حسب بيان وزارة الخارجية، على “أهمية أن يتم في أسرع وقت ممكن تعيين رئيس وزراء وتشكيل حكومة يستطيعان تلبية تطلعات الشعب التونسي في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد”.
أما ألمانيا، قد قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية ماريا أديبهر لصحافيين إن بلادها تأمل في عودة تونس “في أقرب وقت ممكن إلى النظام الدستوري”. معتبرة أن “جذور الديموقراطية ترسّخت في تونس منذ 2011” في إشارة إلى الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.
وأوضحت أن بلادها “قلقة للغاية” مما جرى، لكن “لا نودّ الحديث عن انقلاب”، مضيفة “سنحاول بالتأكيد نقاش (الوضع) مع السفير التونسي” في برلين، كما أنّ “سفيرنا في تونس جاهز للانخراط في مباحثات”.
كما حث الاتحاد الأوروبي الأطراف السياسية الفاعلة في تونس على احترام الدستور وتجنب الانزلاق إلى العنف.
وقالت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية “نتابع عن كثب أحدث التطورات في تونس”.
وأردفت “ندعو كافة الأطراف إلى احترام الدستور ومؤسساته وسيادة القانون، كما ندعوهم إلى التزام الهدوء وتجنب اللجوء إلى العنف حفاظا على استقرار البلاد”.
وفي هذا الصدد أكد العديد من المحللين أن المواقف الغربية كلها ظلت محتشمة جراء “الانقلاب” الذي يقوده قيس سعيد على سلطات البرلمان والحكومة.
وأضاف المتابعون للشأن الدولي، أن مواقف الدول الغربية لم تكن بنفس الحماس الذي صاحب الربيع العربي وانتفاضات الشعوب انذاك، ما يطرح تساؤلات عديدة حول استفادة هذه القوى الغربية من الأوضاع الجديدة التي سيأتي بها قيس سعيد.