أشعار مغربية في ذم التصوف والبدع

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد: لقد اطلعت على العدد الأخير من جريدتكم السبيل السلفية فوجدت أن المشرفين على هذه الجريدة قد أحدثوا منبرا للقراء

أحببت المشاركة في جريدتكم بموضوع عنوانه “أشعار مغربية في ذم التصوف والبدع”، وهي للشاعر المغربي محمد الجزولي وترجمته موجودة في كتاب “الأدب في المغرب الأقصى” للمؤرخ المغربي محمد القباج ولم ندرجها هنا طلبا للاختصار وعدم التطويل.
يقول الشاعر الجزولي في قصيدته طويلة قيلت بمناسبة ختم الشيخ العلامة الحافظ أبي شعيب الدكالي شرح كتاب “صحيح البخاري” لطلبته فألقى الشاعر محمد الجزولي بين يديه هذه القصيدة، التي نقتطف منها ما يناسب الموضوع.
وإن الـــــرزق مـــقـرون بســـعي *** وأحلــى الخبــز ما أندى الجبيــنا
وإن ذوي البطــالة هـــم كســــالى *** وأخزى الناس من أكـــدى وشينا
وإن الـــــدين عـــــــند الله قــــول *** وفـــعل لا كرقـــص الراقصـــينا
ولا بنهش اللـحوم ولا بشـــدخ الـ *** رؤوس ولا بشــــرب الما سخينا1
وإن الفــــكر ليـــــس بقرع طبــل *** ومـــــزمــار عـــلا ذقــنا لعـــينا
وإن الـــديــــن مـــن هـــذا بــراء *** وإن الله يخـــــزي المـــــــدعيــنا
متى يبري الإلــه الــــدين منـــهم *** ويشــــفي صـــدور قوم مــومنينا
لبســــنا الديـــن مقلــــــوبا لبـطن *** وصـــــيرنا الأعـــالي ســـــافلينا
(أمــور تضــــحك الجهـــلاء منا *** وتبكي مـــــــن عواقبـــها الفطينا)
وإن ذوي التصـوف من تحـــــلوا *** وكــــانوا بالتحـــــــلي عاملــــينا
وإن ولايـــة الصلـــحـاء حــــــق *** متـــــى كــــانوا لله خـــــــائفـــينا
وإن ذوي الخــوارق هــــم كـرام *** إذا صـــــلــــحوا وإلا فاســـــقونا
وإن طاروا وإن غاصـوا وإن خا *** طبـوك على البــــعاد مسمـــــعينا
وإن سؤالك المخــــــلوق شـــرك *** وقـد لعـــــــن النبي الفـــاعليـــــنا
فلا تســـأل إذا أحببــــــــت سؤالا *** ســـــوى رب يجــــــيب السائليـنا
وإن العـــبد مهمــــا كـــــــان عبد *** وأن الــــرب رب العالمــــــــــينا2

ويقول الشاعر في قصيدة أخرى بعد أن ذكر ما وصل إليه الغرب من تطور علمي وما أصاب المسلمين من انحطاط بسبب بعدهم عن دينهم.

كــذلك كنـــا وكـــان الدهـر يخدمــــــنا *** أيـــاما غـــــــــــرر بيــــض لياليــــها
حتــــى دهــــــتنا مــن الأيـــام داهيـــة *** ســــود عقاربهـــا رقـــط أفاعـــيـــــها
فيا رعـــى الله أيـــــــــامنا لنا سلـفـــت *** تبكـــي معــــاهـــدها حـــزنا ونبكيــها
كانـــــت دمــشق وبغـــداد وقـــــرطبة *** مـــن كــل فـــج وفـــود الـــعلم تأتـيـها
فلم نحافظ علــــــى ذاك التـــــراث ولا *** على مــــآثر شــــــادتـــها بأيـــديهـــــا
لما فشــــت بــــــدع لـــــم تروها كتب *** فينا ولا ســــــنن تــــروي دعاويــــها
مــــا أنـــــزل الله سلـــــطانا بهـــا أبدا *** ولا نبــــــــــــــي بمــــأثور يزكيــــها
قد سودت مـــن جبـــــين الدين غــرته *** وســـــربلته رداءا مــــن مخـــازيهــا
يـا قـــوم إن طـــــريق الدين واحـــــدة *** ولن يــــضل الذي يمشــــــي بواديـها
سيروا على نهجها نهج الصحاب ومن *** شــادوا بعزمــــــهم أسمـــــى مبانيهـا
ولتجعلوا في طـريق العلـــم سيــــركم *** صـفو مناهــلــها خصـــب مراعيهـــا
هــذي نصـيــــحة مفـــتون بحــــبــكم *** والله يعلــــم مـــن نفســـــي أمـــــانيها

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1: يقصد الشاعر بذلك المشعوذين الذين يشربون الماء الساخن وحذفت الهمزة للضرورة الشعرية.
2: لعل الشاعر يقصد بذلك أصحاب وحدة الوجود الذين لا يفرقون بين الخالق والمخلوق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *