الكنبوري: مسائل مهمة وجب توضيحها حول العلاقة بين العرب والعثمانيين

 

قال الباحث والمتخصص في الفكر الاسلامي، إدريس الكنبوري “مهما يكن موقفنا وعاطفتنا العربية فإن التاريخ لا يتغير. أول من تآمر مع الغرب ضد الإمبراطورية العثمانية هم نحن العرب الجدد. يعني نحن المسلمين العرب تآمرنا مع الغرب ضد إخواننا المسلمين غير العرب. صدقنا الغزاة الذين حاربوا أجدادنا في الحروب الصليبية وسرنا معهم. نحن السبب الأول والأخير في صدور وعد بلفور الذي أعطى فلسطين لليهود عام 1916. يعني في نفس السنة التي رفعنا فيها شعار “الثورة العربية الكبرى” مع الشريف حسين”.

وأضاف الكنبوري في منشورات متفرقة “رفض السلطان العثماني عبد الحميد الثاني صفقة بريطانيا ودفع عرشه ثمنا لأنه وقف ضد مشروع هرتزل الذي زاره في اسطنبول. لكن نحن العرب وافقنا بسرعة. أرسلوا لنا شخصا من المخابرات البريطانية اسمه لورنس وسموه لورنس العرب فسرنا خلف قيادته الرشيدة في حربهم ضد الإمبراطورية العثمانية. نحن من قسم الصف الإسلامي عندما اقترحت علينا بريطانيا إنشاء جامعة الدول العربية عام 1945. جعلناها عربية فقط وتخلينا عن إخواننا الآخرين من المسلمين”.

وزاد الباحث والمحلل السياسي المغربي “جعلنا فلسطين قضية عربية كما أراد اليهود والغرب فصارت الجامعة العربية هي التي تبت في مصيرها دون باقي المسلمين. وعندما أرادت تركيا التدخل قلنا إن الموضوع لا يهمها وقلنا العثمانية الجديدة. كل شيء كان مدروسا بدقة مثل الرياضيات لكي تصل العملية الحسابية إلى النتيجة المقصودة، إخراج المسلمين غير العرب، ثم إخراج العرب الذين فيهم بقايا نخوة قديمة. ثم إخراج ما تبقى من أصحاب النخوة. ثم بقيت الزبدة في الأخير. أصحاب الرمل الذي يفيض ماء أسود”.

مسترسلا “لم تتفكك الإمبراطورية العثمانية بفعل التحرّش الأوروبي في نهاية القرن التاسع عشر كما يقال اليوم، ولكن التفكك بدأ قبل ذلك من خلال شعور العرب بأن الجنس التركي هو الذي يتوسع تحت شعار الخلافة الإسلامية ويجعل العرب مجرد حاشية في البلاط. لم يكن الذين رفعوا صيحة التحذير من الشعوبية الجديدة من الزعماء السياسيين فحسب، بل كان الذين رفعوا اللواء في البداية هم خاصة العلماء حين رأوا أن المركز في الأستانة يتحكم في الأطراف، فتنادوا إلى رفض النزعة الطورانية التي تمجد الجنس التركي على حساب الجنس العربي، ولا تقبل أن يكون العرب خميرة الإسلام.

وقد وصلت تلك النزعة إلى حد الترويج الرسمي لمقولة إن اللغة التركية هي أصل اللغات جميعها، بما فيها العربية، وهي النظرية التي عرفت باسم “نظرية الشمس”، التي ابتكرها نعيم حازم أونات، عضو المجمع العلمي التركي”.

وفي سياق متصل يورد الكنبوري ضمن منشوراته “تحويل أياصوفيا إلى مسجد للمرة الثانية أثار لدى البعض قضية التعصب الديني في العالم الإسلامي. هناك اعتقاد أن المسلمين في عهد العثمانيين كانوا غير متسامحين.

والحق أن هذا لم يكن صحيحا اللهم بعض التعصب التركي تجاه الجنس العربي بسبب النزعة الطورانية. أما العلاقة مع النصارى واليهود فكانت متميزة. يروي شكيب أرسلان في كتابه “تاريخ الدولة العثمانية” أن محمد الفاتح لما استولى على القسطنطينية هرب الكثير من الروميين النصارى خوفا على حياتهم، فأصدر السلطان قرارا يؤمن الجميع ممن يريد العودة، وترك لهم كنائسهم”.

وخلص الباحث المتخصص “وكان بطريرك الروم قد قتل في المعمعة، فعين السلطان بطريركا آخر وسلمه العصا “وصار البطريرك منذ ذلك اليوم رئيسا للأمة الرومية، وكان له في الدولة العثمانية رتبة وزير، وكانت عنده محكمة، ومجلس روحاني” وكان أعضاء هذا المجلس يتمتعون بامتيازات ولا يدفعون الخراج “وبالاختصار لم يتعرض الأتراك إلى الأروام في دينهم ولا في أملاكهم، إلا كنيسة آياصوفيا فقد جعلها السلطان جامعا”. ولكن السلطان اشترى الكنيسة من النصارى من ماله الخاص، ولم يسط عليها سطوا كما كان يفعل النصارى عندما يستولون على أراضي المسلمين كما في إسبانيا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *