القناة الثانية 2Mتحارب الحجاب والعفة وتدافع عن الشذوذ والرذيلة عبد الله الشرقي

القناة الثانية مؤسسة عامة من المؤسسات التي تمول من المال العام المحصل من جيوب المواطنين دافعي الضرائب، هؤلاء المواطنين الذين يريدون من هذه القناة أن تعبر عن قناعاتهم الدينية وهويتهم الإسلامية، وأن تكون العين الساهرة التي تدافع عن حقوقهم المدنية..

لكن العكس هو الحاصل، فهي تروج لفكر أحادي هو الفكر العلماني، كما أنها تخدم الثقافة الفرانكفونية التي اتخذتها القناة الثانية رسالة لها تدافع عنها وتروج لها منذ بثها التجريبي والمشفر.
وقد ظهر جليا هذا الأمر في تحقيقها حول ارتداء الحجاب وأنه ظاهرة اجتماعية في كلام المعلق ومن اختارهم للدفاع عن موقف القناة منه الذي اقتبس أغلبه من مقال عن الحجاب من جريدة الأحداث (ع:3225)، فما القناة الثانية إذن إلا صفحة من صفحات جريدة الأحداث.
لقد طرحت القناة الثانية على موقعا في الدعاية لتحقيقها هذا السؤال: هل يشكل ارتداء الحجاب ظاهرة اجتماعية أم دينية؟ واختارت في البرنامج باحثين يتبنون موقفها من فريضة الحجاب، في حين غيبت علماء الدين والشريعة، الذين يدخل الحجاب في صميم اختصاصهم، وذلك لترسخ لدى المغاربة المسلمين أن الحجاب ظاهرة اجتماعية لا علاقة للدين بها.
هذا ما حاول مُعِد التحقيق أن يقنع به المشاهدين منذ البداية، موهما إياهم أن الحجاب دخيل على مجتمعنا المغربي وما هو إلا سلوك اجتماعي، وذلك عند تقديمه لمداخلة الدكتور الديالمي، قال المعلق:
“الدكتور عبد الصمد الديالمي الباحث السوسيولوجي يرى وفق دراسة أنجزها حول ظاهرة الحجاب تتداخل فيها معطيات ترتبط بما هو اقتصادي واجتماعي وثقافي وجغرافي ونفسي يرى أن الظاهرة غير سابقة في العمق بخلاف منظور البعض”.
إن استغلال مثل هذه الدراسات المستغربة التي تتبنى المناهج المادية الغربية في دراسة المجتمع لا يتصور منها ربط تصرفات الأفراد بالوازع الديني والعقدي، لأنها لا تعتبر ارتداء الحجاب وباقي الممارسات الدينية تشريعا ربانيا، بل تعدها شأنا فرديا يبتكره الإنسان ويلزم نفسه به، كما يقول “دوركايم” عالم الإجتماع اليهودي، ومعد التحقيق لم يخرج عن هذه النظرة عندما قال في تضاعيف تقديمه لبوهندي:
“الدكتور مصطفى بوهندي عالم الأديان المقارنة لا يختلف في منظوره عن عالم الاجتماع الدكتور عبد الصمد الديالمي، كلاهما ينظر لمسألة الحجاب كظاهرة مرتبطة بعوامل اجتماعية وثقافية معتبرا الحجاب تمظهرا سلوكيا نسبيا يتغير باختلاف الفضاءات والأمكنة”.
ولم يكتف مُعِدّو البرنامج بإنكار الحجاب بل سلبوا مَن يرتديه مِن حقه وحريته الشخصية، مخالفين لعقيدتهم في تقديس الحرية الشخصية ولو تعلقت بالشذوذ والسحاق، وذلك من خلال توجيه المعلق لفهم المشاهدين لكلام المؤيدين للحجاب حيث قال:
“يملك المتحمسون لهذا اللباس أجوبة جاهزة تبدو في ظاهرها مفحمة لأنها تتعلق بالحرية الشخصية، لكن السؤال المؤرق أين الدين من ذلك؟”.
فلينظر القراء الكرام كيف صارت الحرية الشخصية عندما تعلقت بالدين جوابا جاهزا ربما كان مقنعا في الظاهر فقط وليس في الحقيقة، في حين عندما تعلق الأمر بشواذ القصر الكبير كانت القناة الثانية تعتبر أن أي تصرف ضد الشواذ يهدد الحرية الشخصية، حتى بلغ الأمر بالعلمانيين إلى إطلاق ما أسموه “نداء لحماية الحريات الفردية”، هذا دون أن ننسى تضامنها مع الشاذ عبد الله الطايع من خلال استضافته أكثر من مرة ليدافع عن حريته الشخصية، وكذا مع المتحول جنسيا “نور” الذي تحتفي به بمناسبة وغير مناسبة.
إن موقف القناة الثانية من الحجاب واستضافتها لأدعياء البحث والعلم من العلمانيين أمثال بوهندي الذي خصص كتابا لسب الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، والمنكرين لكل تطبيقٍ للشريعة الإسلامية، يندرج في محاولة القناة إحلال الباحث والمثقف العلماني بديلا عن العالم والفقيه في نفوس المغاربة، وهذا واضح من خلال تدخلات بوهندي في نسخ كل حق ذكره مَن دافع عن الحجاب من المواطنين في البرنامج، أو في تأكيد كل باطل تم ذكره في هذا التحقيق من طرف المناهضين لتلك الشعيرة.
فإلى أين يتجه الشأن الديني في البلاد؟
وحسبنا الله ونعم الوكيل

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *